Posts Tagged ‘gaza’

منحتهم ومحنتنا …

الأحد, يناير 11th, 2009

اسرائيلون متخاذلون جبناء

أشعر بالشفقة على الشعب الإسرائيلي، لمحاولته الدائمة إقناع ذاته بأنه يدافع ويحمي لا يهاجم !
أعتقد بأن الإسرائيليين يشعرون بضعفهم الشديد عندما يسقط عليهم أيّ صاروخ من حماس، في أعماق قلوبهم يتعشش الذنب كعفن قوي لأنهم يعيشون في بيوت ليست لهم، يغمضون عيونهم عن الحقيقة بسبب الأنانية التي تتملكهم.. لا أستطيع أن أشبه إسرائيل إلا بحشرة صغيرة تزعج الآخرين دون أن يعلموا بوجودها.. فالحكام العرب متخاذلون ضعفاء جبناء لا يحسنون التصرف أو الدفاع عن أنفسهم حتى …! لا لأنهم خلقوا كذلك بل لأن إسرائيل وجدت مكاناً مستقراً في رؤوسهم..
عندما أرى الجنود الإسرائيليين على التلفاز بالكاد أمنع نفسي من الضحك بصوت عالٍ.. أراهم يشبهون الدجاج بل ربما كان الدجاج أشجع منهمْ وأقوى.. أحياناً أسأل نفسي لماذا يدخلون غزة وهم في جبناء.. لماذا لا يقولون بكل بساطة أنهم يخافون من حجر طفل هناك.. وأن الحياة أحب إليهم من الموت والقتال.. و أجيب نفسي بأن العمل ليس عيباً وربما هذا ما اختارته الحياة لهم حتى ولو كان ذلك يجعلهم في أشد حالات الضعف والخوف والإرباك..!
نحن المسلمون نؤمن بأن القتال جهاد، ونركض له في حال استطعنا إليه سبيلا، نريد أن نموت في سبيل الله بأي طريقة و نضحي لأجل الإسلام والأرض، نعتقد بأن هذا  أشرف ما نستطيع فعله.. أعتقد معظم الناس في غزة يعتبرون ما يمرون به منحة وليست محنة….
وأعتقد أننا نحن البشر بشكل عام نعيش في محنة صعبة جداً  لأننا نبكي ونصرخ دون أن نقوم بشيء مفيد يحمي الأطفال والنساء هناك.

I really feel pity for Israeli people, because they always try to convince themselves that they are defending not attacking!
I think that  they feel their weakness when Hamas bombs them, deep in their hearts they feel guilty because they live in others’ people country, because of their selfishness or selfish nature they close their eyes from the truth, not to feel about others,  anyway I see Israel like a small  bug that really makes people annoyed without even knowing about her existence , for example we think that Arab presidents are very flagging but the truth is that the bug “Israel” has taken a place in their heads that’s why they don’t know how to act or how to defend themselves ..
When I see some Israeli soldiers on TV I hardly prevent myself from laughing, they are like chickens and I think that chickens are braver than them.  I sometimes ask myself if they are so weak and so coward why they get into Gaza why didn’t they just say” No I am not OK with going there and die, please God I love my life and I don’t want the little tigers to eat me !! ? And I respond to my thoughts saying everyone has a job and this is the job that life chooses for them even if it makes them down and miserable!
On the other hand, Muslims working toward getting back their own land, the land of Alaqsa is named  “Jihad” and we go for it as long as it calls us, we want to be martyrs fighting for God’s sake, we know that this is the most honorable thing we could be… I think most people in Gaza take  this war as a gift not tribulation ..
And I believe that we human beings in general are living a real tribulation, we are screaming and crying without doing anything to protect the children and women there ..

رسالة من الجنة ..

السبت, يناير 10th, 2009

كنت أسمع ُ أنين أبي يخفت بهدوء ، وأمي تكاد ترتطم بجدران المنزل جيئةً وذهاباً لتبحث عن حل توقف فيه ألمه، كان ألمه أقوى من أن يتوقف بحبة مسكن أو حتى إبرة مخدر، كان ألمه ينبض بتسارع نبضات قلبه، وتصاعد أنفاسه المتعبة، كان ألمه موروثاً وكذلك ألمنا.

أناوأخوتي  وُضعنا على سجادةٍ واحدة، وقيل لنا ناموا،غداً سيكون أجمل، كان جميعنا يملكُ من الوعي ما يستطيع أن يفهم فيه الذي يجري، فما دمتَ وِلدت فلسطيناً فأنت تعي الحرب والدمار والجوع وأنت في بطن أمك.

كان القصف على أشده عندما صرخت أختي الصغيرة “ليلى” ليلى صديقتها المقربة، وقد استشهدت اليوم، اعتقدت أمي أن حنين تحلم بها فجاءت لتهدئتها دون كأس ماء، لا ماء لدينا،  لم تكن حنين تحلم .. أنا أعرف تماماً ما كانت حنين تفكر به فقد تواعدتا أن ترشا مطراً من الجنة إلى غزة ليطفئا نارها معاً، اقتربت ُمن أمي وهمستُ في أذنها، سأقوم بتهدئتها، ابتسمت أمي كمن يريد أن يقول هدئيني أنا معك ِ أيضاً، كنت أرى في عيني أمي الدنيا، منذ أن كنا صغاراً علمتنا أن نعشق فلسطين كما نعشقها تماماً، وأن نعيش لنستشهد فيها،ونتقابل في الجنة، علمتنا أن نبكي ولكن من غير أن يرى أحدٌ دموعنا، وأن نبتسم رغم ما نمر به، كانت تقول دوماً بأن الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه وأنه إذا ما صبر كانت الجنة ..

حنين نامت على يدي .. سعاد حفرت على الجدار أحرف فلسطين بهدوء .. هممت بسؤالها ماذا سيفيد هذا ..؟ سيتدمر هذا المنزل شئنا أم أبينا لكني رأيتها ترسم بجانبها وردة خجلت من نفسي حشوت نفسي فرحاً لم أعرف من أين أيتيت به

-سعاد هي الوردة اللي تعلمتي تزرعيها
-هزت رأسها بسرعة: سأزرع واحدة غداً وأقدمها لماما ..
-وأنا ..
-سأزرع لك شجرة زيتون ٍ كاملة .. وضحكت .
لم تكن سعاد كبيرةً جداً إلا أنها كانت تعرف بأن ماما ونحن ربما نموت بعد لحظات لكننا لن نفترق ..
مصعب كان يبتسم نائماً، يحتضن ورقته وقلمه، يحلم بمدرسته ودروس الثورة ..كان يريد أن يصبح رئيساً لفلسطين وأن “يكسر بيوت اليهود فوق روسن !”
أمي مازالت في حالتها، تحاول أن تعطي أبي الدواءوهو يرفضه ، تأخذ من دموعها وتسقيه قطرة ، وهو ما زال يردد اسم أخي الكبير سامر..استشهد منذ أسبوع لكننا لم نشعر بفقده بمقدار ما فرحنا لاستشهاده ..استشهد وهو يجلب لنا رغيف خبز، علياء الصغيرة ترفض أن تأكل شيء حتى يعود سامر ، ورغم أن سامر لن يعود، علياءواثقة بأن الخبز الذي سيأتي به أشهى من هذا المكسّر ..
هدوئنا في ذلك اليوم وازى شدة القصف،لم نصرخ، لم نبكي،لم نفعل شيء سوى أننا كنا نحاول أن ننام ..ونمنا جميعنا ..نوماً عن هذه الدنيا.
سنطفأ نار غزة بأرواحنا التي صعدت من بين الصواريخ والقنابل، من بين الأحجار والركام، من بين زهرة سعاد، ودفتر مصعب، من يدي حنين ومطر ليلى، من رغيف سامر وثقة علياء،من أنين أبي، ودموع أمي، وحروف الشهادة .. سنطفأ نار غزة .


ونسأل أنفسنا دوماً لماذا تقتل اسرائيل الأطفال ..؟ ونجيب ببداهة الأحمق لأنها همجية ..!
لا ليس لهذا السبب حتى وإن كانت هذه صفتها .. تقتل الأطفال لأن عقولهم دمرت الاحتلال قلباً وستدمره عندما تكبر  قالباً..

أطفال غزة .. حفظكم الله بأحضان الرحمة والأمل.