Archive for أكتوبر, 2010

ضحية شرف!

السبت, أكتوبر 30th, 2010

عندما كنت صغيرة كان جدي وجدتي يُفضلان جميع الأحفاد الذكور عليّ، كبرت قليلاً وشعرت بمحبة والديّ لأخوتي أكثر، وُلِد “شرف” فرأيت في عيون العائلة الفرح وكنت أظن أن ذلك أيضاً ما حصل عندما فتحتم أعينكم عليّ لأول مرة، أحببت “شرف” مثلكم بل أكثر!

كانت والدتنا تطلب مني تبديل ملابسه وإطعامه والاعتناء به، وكنت أفعل كل هذا بسعادة، ولم أسأل نفسي لماذا لا تقومون أنتم بالعناية بـ”شرف”.

كبرتم..وأنا أيضاً!

تضربونني، توبخونني أحياناً ..تنعتونني بألفاظٍ أمقتها أكثر.. وأحبكم!

أراكم تتابعون على التلفاز ما قالت أمي أنه محرم ..وأصمت.. وأحبكم!

أسمعكم تأكلون في لحم الأخريات من الفتيات..فأسارع لصمّ أذني وأحبكم!

كنتم تسلبونني كل ما احتفظت به لنفسي..فاغفر أنانيتكم ..وأحبكم!

تقومون بتخريب أشياء جدي وتتهموني أني فعلت ذلك .. اتحمل العقاب .. وأحبكم!

كان والدي يدللكم بجميع أنواع التفرقة، ويحثكم على أشكال اضطهادي..وأحبكم!

كانت والدتي تهتم بطعامكم وشرابكم وتفاصيل حياتكم..وكنت إحدى وسائل تحقيق الراحة لكم صباحَ ..مساء، ولم يسأل أحدهم راحتي يوماً..وأحبكم!

كنت أقول دوماً أنه سيأتي يومٌ ما نجتمع معاً ونتشارك الحب .. كما تشاركنا طفولة اللعب.. كما نتشارك كلّ لحظة اللحم والدم.

كنت أحملُّ رسائل حب “شرف” لابنة جارتنا و أسأل نفسي ماذا كتب في الرسالة، وأنا لم أسمع طوال حياتي كلمةً لطيفةَ منه؟!

دفعني الفضول مرّة وفتحتها، نعم اعذرني يا شرف مزقت الظرف وقرأتُ كلماتك، ومع كل حرف يضاف في السطر نتسارع دقات قلبي واتمنى لو أنّ أحدهم يحبني بذات الحجم من النقاط والحبر!

فكرت بيني وأنا، لماذا لا يحببني “شرف”، مع كل القبل التي طبعتها عليه أثناء طفولته! وأخذتُ أهيم في أفكاري، أبحث عن جرعة حب علّي أجد شيئاً فالتقطه وأعود انشره بين طيات ملابسكم وحبوب طعامكم.

ولقصر أجلي وجدت أحدهم..فأحببته بطريقته, وأخطأت ذنباً!

أعرف أنه لم يحبني واستغلني!

ولوثت كل حبي لكم بعارِ لن تغفروه لي!

ونسيت أن شرفكم سينسى كم من الحبِّ أهديته!

يؤسفني أني لم أتذوق طعم الحب!

صدقوني..كنت أبحث فقط!

تناسيتم حبي فقتلتموني، سال دمي ودفنت تحت الأرض، لكني أسأل نفسي من سيوزع عليكم أرغفة الحب، وأضحك من ذلك الحكم الذي صدر في حق “شرف” لأني أعرف أنه سيسجن ما تبقى له من عمر في كابوس اللحظة التي تلاقت فيها أعيننا فهمست بأذنه دقيقة طعني: أنّك ضحية شرفك!

———————————————————————————-

– هذه التدوينة تضامناً مع ضحايا حملة جرائم الشرف 29 تشرين الأول.

– لستُ ادعو للحب بهذه الطريقة إن لم تجده الفتاة في أسرتها،أقول:توقع من فتاةٍ لم تتلقَ الحب أن تبحث عنه، وأن تخطأ إن أغراها أحدهم بكذبه..بطبيعة الحال أكثرية الفتيات تتمنى الزواج وتكوين الأسرة.

– لستُ أعتبر الضحايا في النهاية هن الفتيات، وإنما من قتل فهو ضحية جرمه.

– اعتبر هذه الحملة دعوة للمقبل على القتل أن يتوقف ليفكر إن كان يريد أن يمضي حياته سجين نفسه، ربما يستخف بالعقوبة التي وضعها القانون لذلك نحن نطالب أن تكون كغيرها من جرائم القتل.

-{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الذنوب متعلقه بالشخص وليس من مسؤولية أحد تصفيتها حسب ما يهوى له.

– عقوبة الزنا في الإسلام معروفة، ومن المؤكد أن مرتكبها مذنب بحق الدين ولكن هذا لا يبرر القتل بجميع الأحوال!

– لا يوجد مسحوق تنظيف للشرف مهما حاول أحدهم غسله!