Archive for مارس, 2008

ظنوا بالناس حسناً

الأحد, مارس 30th, 2008

لم أكن لأظنّ يوماً أن أفعالها المريبة وتصرفاتها المثيرة للشك تنم ُّ عن واقع مؤلم

بيني وبين قرارة نفسي كنت أعتقد أنها تحبّ أحدهم وبأن ما تقوم به من أفعال هو بسبب تشتت ذهنها وانشغالها بتصرفاته وأقواله وكذبه وما يقول من صدق وتعلقها الكبير به

كل كلماتها وكل ما كنت تقول كان يشير إلى ذلك وليس بالنسبة لي فقط وإنما لكل من يعرفها كذلك

كنت أريد لها الخير بل أريد لها الأفضل وأن تعود كما كانت من قبل بل أن تتوقف ولا تستمر وهذا اضعف الايمان

استفهمت منها مرات ٍ متكررة محاولة ً أن أعرف ما يدور في رأسها ولماذا آلت إليها الحال لهذا لكن عبثاً كانت محاولاتي ففي كل مرّة غيرت الموضوع أو انصرفت بحجة ٍما

ربما بسبب إلحاحي عليها وربما بسبب تأزم الوضع قررت أن تجذبني إلى إحدى الزوايا وتقول لي ما اعتبرته سراً منذ زمن

أتذكر تلك اللحظات حتى الآن كانت متلعثمة مرتبكة لا تعرف كيف تبدأ وقد أفصحت عن ذلك ولا تعرف كيف تنتهي وهذا ما حدث ربت على كتفها وضممتها إليّ بشدة وهمست سنبقى أصدقاء مهما حدث ومهما ستقولين من كلام

لم تبتسم بالمثل ولم ترد بكلمة كذلك ولكنها همست باكية (“أنا معي السرطان“…..

هذه هي الحقيقة هذا سبب اكتئابي الدائم وهذا ما خبئته منذ بداية العام تعرفين أن اخوتي لا يعرفون بهذا الأمر وأبي أصابه السكري بعد أن عرف ما حقيقة الاتصالات و”المشاوير” التي كنت أقوم بها من أجل العلاج …. احفظي سري وساعديني لاتخطى هذه المحنة ! )

بعيداً عن حزني عليها وبعيداً عن تمنياتي لها بالشفاء

اتذكر هذا الموقف بين حين ٍ وآخر وألوم نفسي على ما ظننت وألوم ما جعلني أفكر كذلك وكذلك ألوم الحياة لأنها فرقتنا

أخذت من هذه اللحظات درساً لم ولن أنساه حتى الآن ومنذ ثلاث سنوات وحتى النهاية ” ألا أظن بالناس إلا حسناً فنحن لا نعرف ما تخفيه النفوس

سوء الظن آفة من آفات المجتمع مصيبة لا نعيها حتى نقع في إحدى المواقف المحرجة والتي ستظل تؤلمنا لنهاية العمر وقد لا نعيها أبداً ولنحاسب في النهاية على ما ظنناه

دمتم كما تحبون

فرح

أنا …نازك الملائكة

الجمعة, مارس 28th, 2008

الليلُ يسألُ مَن أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولففتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون ؟
الريحُ تسألُ مَنْ أنا
أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنَى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإذا فضاءْ
والدهرُ يسألُ مَنْ أنا
أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ
من فتنةِ الأملِ الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمساً جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ مَنْ أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَلّ يحجُبُه سرابْ
وأظلّ أحسبُهُ دَنَا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ


الشاعرة العراقية نازك الملائكة الملقبة بعاشقة القمر