Archive for مايو, 2010

حساس…حشاش

الخميس, مايو 13th, 2010

أن تكون حساساً، أن تكون حشاشاً.. ستُ نقطٍ تقلبُ الواقعَ رأساً على عقب، تنفيك من نفسك، واقعك.. أهلك ومن حولك، يبدو الكلام اعتباطياً فما علاقة شخصٍ حساس ٍ بآخر حشاش، وما علاقة سين بشين سوى أنهما ذات الشكل لا أكثر ولا أقل!

لا، إن ما أقوله منطقيٌ جداً، أتعرفون لماذا سميت الشمس شمساً ..؟! ولماذا اجتمع فيها كلا الحرفين؟! أحياناً تلسعنا الشمس حتى تحرقنا وأحياناً تضمنا حتى تدفئنا
ولذلك اتخذ من حولنا أحد طرفي الشمس .. فأما حساسٌ أو حشاشٌ! وحتى أنت..أن تكون شمساً تحرق أو تدفئ هو اختيار ٌ يعود لك!
نعم، أعرف .. كثيراً ما كان حولك حشاشون، يجرحون مشاعرك من غير معرفة، يُبكون عيونك مع أنهم لا يقصدون، ويحرقونك حرقاً ولسعاً في كلّ مرة تجتمع سينك وشينهم ..و تُجرح ألف مرّة وتعود لنفسك .. تداوي حساسيتها الزائدة من فرط حشيشتهم، تُلّقمها وجبة ً من نسيان لتعود حساسيتها أفضل مما كانت عليه .. وهكذا دواليك

هل نحبُّ أن نكون حساسين في التعامل؟! لا أتوقع ذلك .. لكني اكتشفت أن الحشاشين يجعلون الحساسين يكتشفون أنفسهم كلما أسمعوهم كلمة ً لم يدرسوها قبل أن يقولوها، وكلما تصرفوا فعلاً ما يفكروا فيما كانوا مكان الشخص المقابل..
يُقال ان تكون حشاشاً لا تهتم لمشاعر غيرك يعود إلى أسبابٍ منها:

1- طبيعة أسرتك، ومجتمعك، ومن حولك…يتعاملون معك بحشاشية
2- تحب نفسك وتفكر فيها فقط، وتكيلُ الأمور بمكياليين
3- لا تعرف ما هو الذوق الاجتماعي فما زلت صغيراً على تعلمه!!
4- لم ينبهك أحدٌ أنك جرحت مشاعره بأفعالك، ولذلك تستمر بحمل سكينك من غير أن تشعر!
5- تعتبر أن الآخرين يجب أن يتصرفوا كما تتصرف، وكما تتوقع، وكما تريد…وأي تصرف خارج ذلك منتقد ومرفوض!

وأيضاً من المهم أن أذكر لماذا قد تكون من فئة الحساسين…ربما لأنّك:
1- تفكر كثيراً في كل كلمة تقولها أو تُقال لك!
2- تعتبر أن الآخرين يقصدونك شخصياً في تصرفاتهم.
3- لديك وقتٌ كافٍ لتفكر بالهموم وتستبنطها مما يدور حولك.
4- لديك ذوق اجتماعي ممتاز وحس مرهف عالٍ لكنه غير متوافق مع من حولك…أنصحك بتأجيله ريثما تجد من يستحقه.
5- تريد أن تُعامل كما تتعامل، حقك يا أخي! ولكن لا يشترط أن يكون ذلك واجباً على الحشاشين
6- لا تعرف أنه يوجد فئة حشاشة في المجتمع يجب استعمال “التطنيش” معها

أدعوكم لأن نكون جميعنا شموساً نستعمل شيننا وسيننا في الأوقات المناسبة 🙂
ما رأيكم ما الذي يجعلنا نأخذ أحد وجهي الشمس دون الآخر في تعاملنا مع من حولنا…؟

الحب المتناقص

الأربعاء, مايو 5th, 2010

كل طفلٍ يولد يغرق بالحب، من والديه، وعائلته، وجيرانه .. وتبدأ الكلمات في السنين الأولى من عمره، (يؤبشني، يقبرني، ماشالله شو لزيز، شوفو شو ذكي، ريتو ما يبلا … خود هالسكرة.. تعا هات بوسة.. عانقني!……….) والكثير من الجمل وأفعال المحبة، والأكثر من ذلك تشعر أنه أصبح مخزن للحب، كل من يراه يجب أن يحمله ويقبله ويضاحكه ويلعب معه، وما أن يكبر الطفل ويصبح صبياً حتى ترى من حوله مقلين في الحب ..أو كأنهم يتحاشون الحديث معه، “فما زال صغيراً لا يفهم”، لا يسلمون عليه حتى ولا يقيمون له قيمة! رغم أنهم ما لبثوا منذ بضع سنوات  ينصتون له بكل حواسهم، علّه يلفظ كلمة..

لماذا لا نبقى على ذات المنسوب من الحب مع الازدياد في العمر، لماذا يقل ُّ إظهار الحب بمجرد أن يكبر الإنسان، لماذا تنشغل الأم بأعمال المنزل وتقديم الاحتياجات المادية بينما يحتاج المراهق بين يديها إلى جرعات حب وحب ..

هل ما جمعناه في الطفولة من حب يكفينا لنهاية عمرنا، أسأل نفسي إن كنا نشتاق للطفولة لهذا السبب، وأتسائل إن كنت أعشق الأطفال لأنّ لديهم من الحب الطاهر ما يقدمونه لي أكثر من أي أحد ٍ آخر ..

ربما لذلك تجد ضحكة الطفل تنبع من الداخل، لأن من يحوله يحبونه بأي فعل وأي عمل ولا يحسبون له كلّ صغيرة وكبيرة وكلمة يقوم بها، هل من الصعب أن نحب بعضنا كما نحب الأطفال، أن نقدم لأرواحنا الحب الذي تحتاجه عن طريق التواصل ..
قرأت في مقال مرّة أن كل شخص في أي عمرٍ كان يحتاج إلى خمس ضمات في اليوم على المستوى الأدنى لكي يشعر بالاطمئنان والحب ..

تقول — فيولتيا بارا الحب وحده بعلمه يجعلنا أبرياء

فهلا ضممت أمك وأختك إليك، وهل اقتربت من أخاك لتمسحي على شعره وتقدمي له وجبة ً من حب يحتاجها وإن كان ذلك غير واضحاً ..