Archive for فبراير, 2010

جدلية الضياع

الإثنين, فبراير 22nd, 2010

أذكر نفسي أيام الطفولة، أحفظ أرقام الهاتف في دفتر وأضعه في مكان ٍ آمن لا تمسه الأيدي، رغم أنّ الأرقام التي فيه لا تتجاوز العشرة وكنت حفظتها مسبقاً ..!

إذاً.. لماذا وضعتها في دفتر وخبأتها..؟؟؟ هل كنت على علم بتراجع الذاكرة؟ أو بحالات فقدانها.. !! هذا ما لا أعتقده أبداً في ذلك العمر.. ولكني أظن أنّها الطبيعة البشرية التي تحبّ أن تحفظ وتحمي كلّ شيء وتخاف من ضياع أي ّ شيء خاص ٍ بها!!
ما استغربه اللحظة هو وجود إحدى صديقاتي التي تحفظ جميع أرقام الموبايل والتي تتجاوز الـ 200 رقم في دفتر.. نعم ..!
ببساطة قالتلي: فرح .. مالي ضمنانة شي .. يمكن ينسرق الموبايل أو يضيع .. وأصلاً ما بآمن بالالكترونيات ! ولا حتى الكمبيوترات بيجي فيروس بيروّح كلشي ! الدفتر والقلم أفضل شي .. !
لأني أؤمن جداً بكل شيء الكتروني وأن التقنين لديهم من الحلول الكثير..قلت: كل شيء معرض للضياع .. يمكن دفتر التلفونات يحترق!

ما نحفظه في أي مكان معرض لنسبة الضياع بذات نسبة الحفظ التي نعتبر أنفسنا أننا ضمناها، الذكريات معرضة للنسيان، الأرقام معرضة للضياع، الملفات والمستندات الورقية أوالالكترونية وعلى عدد النسخ التي نصنعها.. معرضة لكارثة نظن أنها غير موجودة في إحدى الطرفين حسب اقتناعنا.. ، الأموال في البنك أو المنزل معرضة للسرقة، الأفكار المدوّنة معرضة  لهجوم قرصني وفي ذات اللحظة إن كانت موجودة على جهازك فهي تحت رحمة الفيروسات المنتشرة أو خطأ تقني، كل العلم والأدب معرّض للضياع..!
دماغنا معرضة للضياع عن طريق مرض الزهايمر،  أو فقدان ذاكرة، أو ضربة على الرأس، أعرف إحداهن نسيت كل ما تعلمته وهي في عمر ال70 بسبب جلطة دماغية، قسم التعلم في دماغها ببساطة انمحى ! ولم تعد تعرف كيف تفك الحرف..

جدلية الضياع مربكة، فكرة فلسفية… ما لا يضيع هو الرضى بأن الضياع محتمل.

مصدر الصورة..

قدومك المستحيل.. نور الدبسي

السبت, فبراير 20th, 2010

صديقتي نور .. كم ستسعد مدونتي وزوار مدونتي بقراءة حروفك ِ ..

قدومك المستحيل .. بقلم: نور الدبسي ..

موعدنا كان البارحة … عند غروب الشمس ..
في ذلك المكان الساحر عندما تضيع حمرة السماء مع قدوم سواد الليل …
عند ظهر البارحة كنت أعد الثواني عداً عل الساعة تتخلى عن بعض دقائقها ليحين موعد لقائي التاريخي بك …
جمعت أشلائي ولملمت دموعي وضمدت جراحي لأكون عند عيناك كاملة لا أنزف إلا طيباً , ولا تفوح من جسدي إلا رائحة عبير عودتك ..
مر الوقت بسرعة , اختنقت الساعات وما أتيت , ملَ الغروب انتظارك , جر ذيوله وألقى عليَ نظرة شفقة ذبحني بها وغادرني دون أن يحظى بشرف طلتك المثيرة ولو لبرهة ….
أوجعتني البارحة … وما أتيت …..

اليوم موعدنا … عند القمر ….
في زاوية اعتاد الضائعون أمثالنا التواجد بها …
هاأنا ذا أصنع من ضفائر شعري سريراً لراحتك , وأرسم بأناملي غطاء مخملياً يحجب عن البشر حسنك وضياءك , وأنثر في الهواء سحراً يتساقط علينا في مكان خيالي كهذا , أعجن العسل بالطيب لكي أحضر عشاء لا يليق إلا بشخص استثنائي مثلك …
بدأ ينفذ الوقت , وبدأت أخاف , أخاف وحشة عالم أنت لست فيه , أخاف البقاء وحيدة دونك , المكان هنا موحش جداً وأنت لم تأت بعد … القمر بدأ يخف نوره وتزيد برودته .. ماعاد بمقدوري تحمل نظراته الآسفة لحالي أكثر…
أبكيتني اليوم …. وما أتيت ….

موعدنا غداً … سأتيك مرتدية أغلى فساتيني …
اشتريته بكل ما أملك من كبرياء وأحاسيس , كلفني ثمنه سهر ليالٍ , ودموع عيونٍ , وتفاهات أناس ٍ مارحمتني يوماً ….
سأتيك وعقد الياسمين يلف عنقي لكي يفوح بأجمل عطر دمشقي عندما يلتقي سحر بياضه بعبير رائحتك …
أعلم بأني غداً سأنتظرك طويلاً ولن تأتي …
كعادتك ستضرب موعداً خرافياً مع حمقاء مثلي …
ستوهمني بأني أميرة ماعاشت بعدها الأميرات ولن تأتي …
أعرف بأني سأجمع ساعات الكون بأكمله كيلا أتأخر طرفة عين عليك , وأعرف أكثر بأنك مانظرت لساعتك يوماً ورأيتني بها …
ستطعنني غداً …. ولن تأتي …..

جميع ما ستكتبونه من تعليقات سترد عليها صديقتي نور طالة إعلام سنة ثالثة
الله يوفقكم شجعوها معي انو تفتح مدونة .. مو حرام هالإبداع!!