مدوّنة فرح

أيلولُ انتهى ..
و أوراقي ما زالت تتجاذب ُالحديث َعنك َهمساً
يحسبن أنني لا أسمعْ!
قلبي بينهنَّ .. يتوسط الجلسة
يطردني ويستفردُ بك
يحدثهن ّعنك..
يضمُ طوقاً من حروفِ حبك
يعطيه لكلِّ ورقة
يوزعه مجاناً ..
تتزَينَ به دهراً..
وأتحرق ُلأرتديه أنا يوماً .. ساعةً لا أكثر ..

أيلولُ انتهى يا صديقي
لن يأت ِ العام القادم
في كلّ مرّة ٍ يأتي ..تمطرْ
في عيون العشاق .. تمطرْ
وتتجمع ُالغيوم كلهن ..
يعقدن ّاجتماعاً طارئ
يحسبنّ أنّ الأسطورة تغيرتْ ..
لكنها لم تتبدل ْ
أيلولُ .. بدايتها ..نهايتها ..
أيلول ُ.. أوجها الأحمرْ…
أيلول ُ.. ياسمينها الأبيض..
وأيلول روح ٌ في كل ّ مرة ٍتُقتل ..
بأيدي من يحبونه يُقتل ..

أتعرفُ أيلول
جميع الورود بعدك تذبل ْ
تتفتح .. تشهق ُ..تزفرْ
تموت .. تفنى وهي تنتظر ْ..
أتعرف ُأيلول
جميع النسوة يُحببنك ..
يغسلن نونهنّّ بمطرك..
يتعطرنّ برائحة الأرض ِصباحاً
يعشقن فيك ثرثرة الليل..
يحدثنّ سماءكَ وكأنها تسمعهن ..
جميع النساءِ ورود ٌ يا أيلول ..

أيلول …. قصص ٌ تتعانق
تقبل ُ أطراف الأرض
بعبثيةِ أوراق الخريف .. تفترقْ
بجنونٍ خيوط الفجر .. تتلاقى
قصصك يا أيلول لا تُنسى
مبللة ٌ كعصفور
تسكنُ الأعماق تسقيها
لا تغادرها وإن غادرها أيلول ..

وجه الشهيد يَضحك
وجه الشهيد أبَيض
وجهي أنا أسودٌ أسودْ

وجه الطفل ِأحمرْ
دم الطفل ِ تبخرْ
دمي أنا باردٌ باردْ..!

أب ُالشهيد ِصامدْ
لشهادة ابنه ِحامدْ
و أبي وأبي غائبٌ غائبْ ..!

أمُّ الشهيدِ تزغردْ
عهد َالله تجددْ
وأنا أنددُ أنددْ..!؟

أرضُ الشهيدِ تفرحْ
شمسُ الشهيد تُجرح
السماءُ بإذن الخالق  تُفتح
ولي أن أشاهد َأشاهدْ !

روحُ الشهيدِ تَكبرْ
كلماته قلوبنا تَحفرْ
تاريخنا مُزورٌ مُزورْ..!!

ابنةُ الشهيد ِتقاومْ
ابنُ الشهيدِ يناضلْ
أرقاماً نحصي ودلائلْ ..!!

قمةٌ عربية تُعقد
جبالٌ تقومُ ..تقعدْ
عربٌ متخاذلٌ متخاذلْ..!

شوارع البيوتِ تُطفأ
لقمةُ الأطفالِ تُسلبْ
أقلامنا تهترئ ُوتَصدأ

جوامع الله تُهدّم
وجوه الناس تُهشم
ننافقُ نحن  ننافقْ !

أطفال العيون تُفقأ
أطفال الأقدام تُقطع
تختنقُ أنفاس ٌ وتُخنقْ

عبيرُ الدمِ يَعبق
يبتسم رئيسٌ ويضحك
شهيدٌ بعد شهيد ٍ يغادر
عشرون يوماً نيامٌ نشهقُ ونَزفر
ندعو الله أن المتخاذلَ إليه يسافرْ