Archive for the ‘بوح قلم’ Category

تشاؤم الفرح .. !!

الأحد, ديسمبر 26th, 2010

أنا اليوم متشائمة وأفرغتُ كلَّ السواد في حروفي، فإن كنتَ تريد تدوينتي كما عهدتها تدعوك للتفاؤل فليسَ هذه المرّة!

أشعرني هرمت، وكبرتُ تاريخ ميلادي ألف سنة وأنّ تلك الضربات التي لم تقتلني زادتني شيباً على بؤس!
من قالَ أننا نكبرُ باليوم أو حتى السنة..كاذب! وقوله هذا مدعاة ٌ للتفاؤل “مجرد يوم” مرَّ.. إلا أنّ الحقيقة أنّ كل ّ محنة ٍ تمرُ بنا هي بمقدار جميع السنوات التي مرت والتي لن تمر!

لستُ أتخوّف الشيب يطغى على رأسي أو حتى حواجبي، ما أخشاه حقاً أن أفقدَ لينَ قلبي، ما أرهبهُ أن تتلاشى قدرتي على اكتشافِ البراءة، أما ما يجعلني أرتعد خوفاً هو بُعد الابتسامة عن جميع من حولي حتى كادت شفاههم تتقوس ألماً وحزن…

لا أعرفُ لماذا أصرّت 2010 تقديم كل هذا العبء رغم تفاؤلي الشديد بتناغم شكلها توافقاً مع عمري “21” لأيقن تماماً أنّ الأمر لا يتعلق بالتوافق ولا التناغم ومردُّ كل ما يجري حولنا هو أنفسنا، فحتى لو كانت 2010 جميلة لن تجعلني سعيدة لمجرد أني لا أحبُّ التناظر، و منذ البداية كنت أضحك على نفسي، وما صدَقتني!

القادم أجمل .. وسيغدو العالم أحلى .. حروف تلتصق ببعضها لتكوّن شعارات التفاؤل، لستُ أشعر أن هذا سيحدث أو على الأقل أعرف “حالياً” أنّ “بكرة مو أحلى” والمنطق يوافقني.

أستطيع أن أكتب الكثير عن الفرح الذي غمرني في 2010 لكنّ تشاؤم الفرح لا يعرف أوساط الحلول وكما هي عادتي لا أحبُّ الرمادي وتوافق سواد عيني مع الأسود الذي مضى، وسيعود الأبيض ليكتشف مكانه ويستقر كما هو الثلج في قلبِ الطفولة لأدونّ عنه.

البالون الأحمر 3>

الأربعاء, سبتمبر 22nd, 2010

إلى ذلك البالون الصغير الأحمر المستقر وراء قفصي الصدري (f) :

شكراً لأنك تضخ الدم في عروقي يومياً، أنا ممتنة جداً لذلك الإحساس بالنغم عندما أضع يدي عليك، لست أعرف إلى الآن ما السبب الذي يجعلك تسرع الإيقاع بسعادة ٍ لا توصف ليرقص عليها كل من حولك، وأحياناً ثانية لستُ أجدك وبالكاد أسمع نبضك!

حاولت وأحاول دوماً معرفة الصلة بينك وبين عقلي، وكيف تتأثر بأفكاره وآراءه، و تستطيع أن تغيره عنها أحياناً، لكني أرجو توقفك عن مشاركته التفكير لأنك تتألم عندما تفعل ذلك ..لا تحزن عزيزي فاتخاذ العقل قراراتٍ لا تتناسب مع ألحانك لا يعني أنه لا يحبها، لكنه ربما وجد طريقة ً أنسبَ للعزف!

أما المعضلة التي تأرقني فهي إصرار جميع المشاعر على الإقامة فيك، وعدم الابتعاد عنك أبداً، والالتصاق بك بشكلٍ يجعلكما واحداً، وكأنهم يجدون لديك شيئاً ليس لغيرك تقديمه، لكني أستغرب كيف تجمعهم على تناقضاتهم المخيفة أحيانا !

أتعرف..اكتشفت اليوم أنك تشبه البالون، من الصعب جداً ملؤك بالحب إن كنت مصاباً بثقبٍ ما، عليّ تضميدك جيداً لتتسع وتتحمل، ولا يتهرب منك الأمل، أو يتسرب منك الفرح..لذلك أحاول دوماً أن أخفف عنك ما أصابك، علّي أداوي ما بك من ثقوب، وأحاول قدر الإمكان ألا أزيدها، أحياناً أصبح جبانة ً لأجلك …

أخاف إصابتك بما أصاب كثيراً من البالونات أعرفها .. مُلئت بأمورٍ لا ترغبها .. حتى انفجرت فجأة ولم يعد بالإمكان إصلاحها إبداً! رجاءً أرسل لي تنبيهاتٍ مباشرة إن حدث وفعلتُ بك ذلك، سامحني إن فشلت بمداوتك لكني أعدك أن استمر بمحاولاتي حتى تستعيد عافيتك.
شكراً لأنك لا تشعر بالملل، ولأنك تساندني دوماً بسعادتي وحزني، ولتحملك جميع تناقضاتي، ولن أقول بعد اليوم قلبي”انتفخ” أو “طق” 🙂

والحمد لله عزّ وجلّ 🙂