Archive for نوفمبر, 2008

الأرجوحة .. الماغوط يهزنا بعنف

السبت, نوفمبر 22nd, 2008

orjohaالعنوان: الأرجوحة
المؤلف: محمد الماغوط
عدد الصفحات: 224
دار النشر:  المدى

لم يهزني أحدٌ بعنف كما هزني الماغوط في أرجوحته، عندما تقرأ الرواية تشعر بالفعل وكأنك تركب الأرجوحة،  تتملكك أحاسيس مختلفة تهتز ببطء في البداية ومن ثمّ تعلو وتعلو لتهبط فجأة، تشعر أنك ربما ستقع وتتركك الأرجوحة مرمياً في مكان ٍ ما، وأنت لا تفهم لماذا وقعت رغم أنك كنت متشبثاً بشكل جيد، بجميع المبادئ والحروف وتدافع عن الحرية.

عندما أدرك فهد الحقيقة الوحيدة “أيّها الغريب … ستموت غريباً.. حتى الريح لن تغلق عينيك الحزينتين وأنت تتهادى على محفتك كملاكم فقد وعيه ” قرر أن يرتجف قليلاً ويودع غرفته ويمضي ليرتمي في حضن القدر بقوّة  لكن قبل ذلك مضى إلى المطبعة تذكر الشعب وحروفه هو  سطوره المختارة  كل شيء وفي النهاية “قلب الحروف بيديه، ومسح أصابعه بالجدار كأنها تلوثت بالدم، ودار للمرة الأخيرة حول المطبعة ، وانبثق إلى الخارج”إلى أقرب مخفر.

في الرواية الكثير من الجمل والعبارات التي تقف أمامها طويلاً، تعيدها وتكررها مرات ومرات “العين بامكانها أن تجابه لا مخرزاً واحداً فحسب بل عشرين مخرز إذا كانت العين لا يهمها على الإطلاق أن تبصر الاشياء المحيطة بها ” بعد هذه النتيحة التي لا تقبل الجدل صمم الفهد على المجابهة بعينين لا تعرفان الرحمة وقرر عدم الصراخ. (المزيد…)

مشاهد…

الأحد, نوفمبر 16th, 2008

http://i210.photobucket.com/albums/bb41/albaheral3theb/Copyofshoulder384.gifتستعيد ببطئ جميع اللحظات التي مرّت بها، تبدو أشبه بكابوس مزعج، الفرق الوحيد أن آثاره لم تنتهي إلى الآن، تدير وجهها ليصبح مقابلاً الصورة المعلقة على الحائط بشريطها الأسود الذي يلف بكل ما فيه من حزم جانبها الأيسر بهدوء، ما زالت تذكر ضربه لها على الكتف الأيسر دوماً، تتساءل بينها وبين نفسها، هل هذا ما يسمونه العدالة الإلهية؟!؟ تلتفت قليلاً للزاوية الأخرى، ترى وسادته الفارغة، كان يغيرها  كل يوم ، سريع الملل، وسريع القيادة، في داخلها آلاف الخلايا تصرخ هو السبب لجلوسي على هذا الكرسي المتحرك، وفي قلبها صوت واحدٌ ينادي عد لي …. فقط كن معي.

كانت حياتها أشبه برواية ألفها أحد المجانين في لحظة سكر ٍ عارمة، تتضارب فيها آلاف الحكايات ومشاهد من الحب والبغض، ألوان كثيرة يطفو عليها لون الدم وأخرى كانت ومازالت مجهولة الشكل صعبة الرؤيا، مشاهد تكرهها الذاكرة ، وأخرى يستعيدها القلب ليستمر بالنبض، تخرج دفتر مذكراتها،من الطرف الأيمن تحت السرير، حتى الآن ما زال الخوف يتملك جفنيها ودقات قلبها ، تراجع ما كتبته السنين الماضية ، يبدو أنها كانت مضطربة قليلاً أو ربما أنه القلم من نوع رديء.

– كنا معاً…. نمشي على الشاطئ…. صفعني بيده اليمنى على كتفي الأيسر…. صرخ في وجهي يجب أن تدخني… لكني أكره التدخين…. أخذت من يده السيجارة بكل قوّة…. كان يعرفني ويعرف عنادي الذي يتحول إلى تحدٍ عندما يضربني…. ارتشفت منها رشفة…. سعلت قليلاً…. ولكني الآن بخير وأدخن سيجارة ثانية .

تهمس بينها وبين نفسها بصوت لا تسمعه أذناها، عشقت التدخين وكرهته.

– اليوم هو السادس عشر…. من الشهر الثالث للسنة…اليوم أكون قد أصبحت في السابعة عشر…. تلقيت اليوم الكثير من كلمات الحب… والكثير من الهدايا… هو رجل رائع… لا أستطيع قول غير ذلك.. شكراً لله

يبدو أنني كنت في اللاوعي أو إن إحدى هداياه فيها سحر.. تبتسم وكأنها تتذكر كلماته المعسولة وفجأة يعود لها عبوسها السابق.. خائن تركني ليعانق شريطةً سوداء أي ّ نوع من الرجال هذا. (المزيد…)