مافي أمل …!
الأربعاء, أبريل 9th, 2008يستيقظ ، يتمنى لو أنه لم
يمضي للعمل متمنياً لو أن إحدى الشاحنات او إحدى “البي أم دبليو “أن تدهسه لا فرق في ذلك المهم أن تقضي عليه أحدهما ، أن تفصل مشكورةً بينه وبين روحه المتعلقة به منذ أن ولد ولا يعرف لماذا هي مصرةٌ على ذلك .
يبتاع ما يسمى سندويشة فلافل”مجازاً” يقدمها له ذباب ٌ تربى على حسن ضيافة الجراثيم ، يبتلعها بنهم لا لأنه يحبها وليس لشعوره بالجوع وإنما شوقاً لمرض ٍ ينهي لقاءه اليومي بالذباب .
يمضي في طريقه مستنشقاً دخان السيارات الممزوج برائحة التبغ المحترق ، يؤنب اللفافة التي في يده ، كان قد احترمها سابقاً هي وعدته أن تنهي حياته في مدة ً لا بأس بها ، إلا أنه يبغضها الآن وبقوة لأنها لم تقم بذلك بالسرعة المطلوبة ومازالت تطالبه ليقدم المزيد من أنفاسه وأمواله لتنفذ وعدها في يوم ٍ ما .
يستمع لصراخ البائعين بهدوء الأصم ، لم يعد صراخاً بالنسبة له ، بل أصبح جزءاً منه ومن تلافيف دماغه تلك
يتابع طريقه هذا لمجرد أن الهاء في طريقه تعود عليه ، و رغم أن أشعة الشمس قد حولته لغير عرقه ، إلا أنه لا يحاول تجنبها لسماعه يوماً أنها سبب في إنهاء الخلايا إن تعرض لها بشكل مستمر ويومي ومباشر .
يصعد إلى أحد الحافلات المتهالكة ، علّ وعسى أن تكون نهايته هنا باصطدام ما وحادث يثير ضجةً في الصحف التي ستضع الحقّ كل الحق على الدولة والحكومة وباصاتها وسائقيها ، ولن يعرفوا أن ما حدث حدث لان الله قد استجاب لأمنيته ، هو يشفق على جميع المتواجدين لكنه ومهما حاول لن يفهموا رغبته في حدوث الاصطدام هذا .
يرمي نفسه أمام المحطة الأخيرة بعد إيذاع ٍ متكرر من سائق الحافلة ، يستمر في مسيره لورشة العمل والتي قد أطلق عليها صاحبها “ورشة الأمل” لا يعرف أين الامل في هذا هو على كل حال لا يعرف ما هو الأمل ، كان قد سمع هذه الكلمة في حياته لمرّة أو لمرتين من أحد البائعين الجوالة لا يذكر تماماً إن كانت هذه الكلمة تقال في الأصل دون اضافة “مافي ” إلى جانبها ولكنه في جميع الأحوال يعمل في ورشة” الأمل” والتي تبعد عن بيته مسافة طويلة قد ملّ من قطعها يومياً سواء كانت “بفي” أو “مافي” فهذا ليس من شأنه هو .
شارع ، اثنين … وصل للأمل ، الباب مغلق بأحد تدرجات الأحمر ، يصيح أحد أصدقائه من وراءه “مافي أمل اليوم” أغلقت الورشة لأسباب مجهولة ، هذا ما فهمه أو ما قالوه ، اليوم فقط عرف ماهو الأمل ، في تعريفه البسيط اللحظة هو ما نستمر بالعيش من أجله ، يختفي فجأةً دون معرفتنا سبب هجره ، ببساطة هو يريد أملاً آخر … أو لنقل يريد عمل .
يعود إلى منزله ماراً على كل ما سبق ما عدا “الأمل وكذلك الشمس ” فقد غابت منذ وقت ليس بطويل ، يضع رأسه على وسادته يتمنى لو تكون آخر مرةٍ يفعل ذلك … لأنه “مافي أمل ”
فرح