رجال في الشمس.. شمس موتٍ أم حريّة؟!
نقاش حارة القراء – رجال في الشمس غسان الكنفاني.
-سألتك : هل رأيت في عمرك كله هيكلاً عظميا مُلقى فوقَ الرمل ؟
ليس فقط أسعد أجاب بكلا، جميعنا لم نرَ هيكلاً عظمياً ملقى فوق الرمل، جميعنا لم نعرف معنى الاحتراق بالشمس، وأغلبنا لم يذق الاحتراق بالذل!
أثناء قراءتي لسطور غسان شعرت كم هو صعب أن تحترق، تحترق بُعداً، تحترق ألماً وأمل، تحترق بحثاً عن لقمة، وليس فقط بالشمس بل بالذكريات و الأحلام والمستقبل… جميع هذه الأمور تحرقك في حال لم تستطع نسيانها أو تحقيقها ..
أسعد، مروان، أبو قيس ثلاثة رجال من أرض، هل تعرفون معنى اقتراب الشمس من الأرض، هل يبدو الموضوع كما هو عليه أم أنه أكثر عمقاً من مجرد الاحتراق في خزان، قراءتي لأحلامهم جعلتني أدرك كم هو سخيف أن تضيء الشمس مكاناً لأحدهم بينما تلتهم بنارها آخرين، فتكون نقمة ونعمةً في آن، وتكون دفئاً وحب مكاناً بينما موتاً وعذاباً جانباً آخر، وتبقى شمس الموت هي ذاتها شمس الحريّة.
– ماذا بك يا أبا قيس، هل أنت مريض؟
– أنا؟ أنا؟ أوف، كلا.. لكنني أتنفس حصتي من الهواء.
وكانت هذه آخر حصة يا أبا قيس غصتم في المقلاة كما فعل سائر البشر …وصلتم إلى الكويت وصلتم إلى الأرض التي حلمتم بها ولكنهم دون روح ولا حتى قلم لتكتبوا نحن هنا ، أبو قيس لا أشجار في الكويت، وقيس سيكبر ولربما يتابع رحلتك، وابنة عمك يا مروان أصبحت أرملة قبل أن تتزوج، ووالدتك يا أسعد ستبكي كما بكت انقطاع أخبار زكريا .. ونحن “وإن كنتم تسأولون عنا “سنتألم كثيراً ونبكي كثيراً ونسأل أنفسنا …
لماذا لم تدقوا جدران الخزان لماذا … ؟؟
لم يدقوا جدران الخزان لكي لا يفضحوك يا أبا الخيزران، ولكنك نبشت جيوبهم وألقيتهم عند مكب النفايات، هل سنفعل ذلك بأهل الأرض، نعم أبو الخيزارن رُسم برأسي وكأنه العرب، استغلال، بحث عن المزيد في النقود، محاولات فاشلة و كاذبة لإعادة الأرض، تخمد وتخبو عند أول معارضة أو وقوف من الطرف الثاني، مجرد ماديّة والقليل من التعاطف.
ذُكر أن أبو الخيزران ضحى برجولته في سبيل الوطن، ومازال ناقماً على نفسه وعلى تضحيته وعلى الوطن، هل ستبقى هذه الذكرى أقوى أم أنّ الموتى الثلاثة والخزان سيعيشون في ذاكرته أطول.. ؟؟؟
صاح أبو الخيزران بصوت عال قبل أن يغلق الباب:
– البس قميصك يا أسعد وإلا شوتك الشمس..
قال مروان لأبي الخيزران بصوت موهن:
– قل له أن يترك باب الفرن مفتوحا عله يبترد.
هل عرفت الشمس يومها قميصاً من رجل، وهل يبرد الفرن مع النار .. !رجال الأرض … ذاتها الشمس التي قتلتكم، ذاتها هي من ستجعل عمال النظافة يرونكم لتواروا الثرى.
—————————————————————–
دار النشر:صدرت عن مؤسسة الابحاث العربية ش.م.م
النوع والصفحات: رواية قصيرة – 52صفحة.
تاريخ النشر :ست طبعات الاولى عام 1963 في بيروت والسادسة عام 2005م
Tags: الأرض, الحرية, تلخيص رواية رجال في الشمس, حارة القراء, حارة القراءة, رجال في الشمس, غسان كنفاني, فلسطين, قراءة، قراء، كتب، مشاركة القراء، العرب يقرؤون، أصدقاء القراءة،يوم الكتاب اعلالمي، 23 ابريل، اليونسيكو
أبريل 30th, 2009 at 3:26 م
مازال هناك عشرات من أبا الخيزران يرمون الآلاف من أولئك الميتين في خزان كبير الى أقرب مزبلة ….. ويضحكون ويرقصون على عتبات مأساتهم ….. ويبيعون لحومهم بالأطنان …. كم أصبح اللحم رخيصا بعد أن مات الوطن …. هل هذا ما كانوا يفكرون به ؟؟؟
عموما يبقى الموت هو وجه من نوع خاص من أوجه الحرية …
أبريل 30th, 2009 at 6:20 م
يبدو انها جميلة , سأحاول إقتنائها قريباً إن شاء الله .
شكراً فرح .
أدهم
أبريل 30th, 2009 at 7:57 م
…
غصة …
أبريل 30th, 2009 at 11:38 م
شمس موت و حرية يا فرح ..
هكذا هم دوما و سيبقون .
و الوطن لن يموت ما دام قابع في داخل الكتب و معشعش في زوايا الكلمات.
رحمك الله يا غسان كنفاني
مايو 1st, 2009 at 6:01 ص
شكراً لك على هذا الطرح الطيب
مايو 1st, 2009 at 8:05 م
Nice words,
thanks farah for sharing us and also i’ll try to get a copy soon enshallah
مايو 16th, 2009 at 3:29 ص
رائعة كنفاني
شمس ستحي الرجال
مايو 16th, 2009 at 12:42 م
روايه جميله جدا ولها مدلول رائع جدا ولكن تغيب تبعيات الواقع كتحليل السبب قبل النتيجه
احيك اختي فرح على هذا المجهود الائع المبزول
مايو 17th, 2009 at 6:55 م
يفتح باب بيت المدونين ذراعيه لكل الموهبين في :
1/ القصة القصيرة
2/ الشعر بشتى أنواعه
3/ الرواية “رواية سنوية سنقوم بنشرها في الجريدة”
4/ المقال الصحفي
إذا وجدت في نفسك القدرة على المشاركة أرجوا التواصل معي على الميل التالي
arabicsabah@yahoo.com
شروط المسابقة
1/ …………………………
2/ ………………………..
3/ …………………………
لا يوجد شروط الشرط الوحيد هو العمل الجيد , والعمل المحترم البعيد عن الإسفاف
المقالات أرجوا أن تكون تخص الانسان العربي , تاريخه , عاداته وتقاليده , مقالات إجتماعية وثقافية ….
أرجوا التفاعل معنا في الجروب على العنوان التالي
http://www.facebook.com/group.php?gid=45202724108#/group.php?gid=78080770039
ديسمبر 20th, 2023 at 2:33 م
eSHljrJfbXBys
يناير 18th, 2024 at 11:15 م
gbrBklZOG
مارس 8th, 2024 at 1:27 ص
gAiRfjnkzhBQv
مارس 30th, 2024 at 2:44 ص
jLYbdoXBEC
أبريل 9th, 2024 at 5:44 م
hQmLctZNwGABpWsI
أبريل 20th, 2024 at 2:37 م
asrPTHGkgx
أبريل 23rd, 2024 at 9:29 ص
vsPwVgihOMK