Archive for the ‘حارة القراء’ Category

ما قبل المخرج!

الإثنين, يوليو 20th, 2009

اعتذر جداً عن التأخر في إدراج التدوينة :(  لكن كما يقولون أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تأتي !!

العنوان: رواية ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج

المؤلف: الشهيد صلاح حسن

عدد الصفحات: 290 وليس لها نهاية

دار النشر:  دار الأرقم

بعد أن أنهيت الرواية آلمني اسمها جداً، ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج، هل نحتاج لكل هذا الوقت لنعرف أن المخرج هو الشهادة كما قالت فتوشة، أو أننا نحتاج كل دقيقة من وقتنا لنحقق النصر على أنفسنا على أنظمتنا على حياتنا وفوضاها، وندرك أن المخرج اسمان شهادةٌ أو نصر ؟!

مضى علينا ستون عام وقضيتنا للوراء أكثر، وجراحنا كل يوم تكبر …!

*ما قبل المخرج يوجد :
أخوّة بالله .. لا يفرقها زمان ٌولا مكان، لا يفرقها تحوّل أو تغير، لا تسايرها شكوك أو أوهام بأن أخوتنا قد تغيروا أو خانوا أو انزاحوا عن الطريق، أخوةٌ أسمى من المال والجاه، أروع من الخلود والتعظيم … أخوةٌ وإن تمسكنا بها جعلتنا أقوى وأجدر بالنصر .

*ما قبل المخرج يوجد:
حكمةٌ وصبر، تريثٌ ورجاحة عقل وتبينٌ وتبيانٌ لكل خبر.. تفكير عميق بكل ما حولنا وكلّ ما عليناـ حكم ٌ عادل لا ظلم فيه ولا تحيّز .

*ما قبل المخرج يوجد:
أمل ٌ ورجاء ٌ بالله، التقرب منه، حبٌ للعبادة ، قوّة إيمان بالقضاء والقدر، معرفة لعظمة الخالق وكرمه وحكمته.

*ماقبل المخرج يوجد:
معرفة ٌ لرسولنا صلى الله عليه وسلم، اقتداءٌ به ، معرفة سنته وتطبيقها.

*ما قبل المخرج يوجد:
استشارة لكبير ٍ وصغير، احترام ٌ لعقل ٍ وفكر، عدم تصغير كائن من كان مهما كان صغيراً أو مهمشاًً… قبل المخرج تساؤل واستنتاج يعودان بفائدة ٍ واضحة ونتيجة ملموسة.*

*ما قبل المخرج يوجد:
تجهيزٌ لعدّة حرب، ايمان ٌ بالقدرة على النصر، حب الشهادة، تحرير النفس من الدنيا.

*ما قبل المخرج يوجد:
شبابٌ  يمتهنون السلام عند الحاجة، يهبون للحرب عند وقتها، يدافعون عن الحق ويقفون في وجه الظلم، يرسمون طريقهم بأيديهم .. يغامرون يبتعدون لكن ّ قلوبهم معلقة ٌ بالله.

فهل لدينا ما قبل المخرج لنصل إلى المخرج، أم أننا سنظل حبيسي وضعنا ؟!

أمّا عن الرموز وطريقة الكتابة في الرواية فأنني أعشقها وتذكرني بأيام طفولة لأنّ أمي كانت تستعمل العصافير والزرافات والدلافين! لتروي لنا قصص الفضائل والحسنات والأعمال الجيّدة وتحثنا عليها ، وصدقوني… بعيداً عن كليلة ودمنة فهذه أفضل طريقة لتحبب ناشئاً بخلق ٍأو تصرف ٍ ما دون أن تشعره بالأمر والنهي، أو تفضيل أحد إخوانه عليه..
سأروي في زمن ٍ قادم هذه الرواية لأطفالي.. وربما أضع لها نهايةً مناسبة :)

هذه التدوينة ضمن نشاط حارّة القراء – إن كنت تريد معرفة المزيد عن الرواية أو تحميلها رجاءً اضغط هنا

رجال في الشمس.. شمس موتٍ أم حريّة؟!

الخميس, أبريل 30th, 2009

نقاش حارة القراءرجال في الشمس غسان الكنفاني.

-سألتك : هل رأيت في عمرك كله هيكلاً عظميا مُلقى فوقَ الرمل ؟

ليس فقط أسعد أجاب بكلا، جميعنا لم نرَ هيكلاً عظمياً ملقى فوق الرمل، جميعنا لم نعرف معنى الاحتراق بالشمس، وأغلبنا لم يذق الاحتراق بالذل!
أثناء قراءتي لسطور غسان شعرت كم هو صعب أن تحترق، تحترق بُعداً، تحترق ألماً وأمل، تحترق بحثاً عن لقمة، وليس فقط بالشمس بل بالذكريات و الأحلام والمستقبل… جميع هذه الأمور تحرقك في حال لم تستطع نسيانها أو تحقيقها ..
أسعد، مروان، أبو قيس ثلاثة رجال من أرض، هل تعرفون معنى اقتراب الشمس من الأرض، هل يبدو الموضوع كما هو عليه أم أنه أكثر عمقاً من مجرد الاحتراق في خزان، قراءتي لأحلامهم جعلتني أدرك كم هو سخيف  أن تضيء الشمس مكاناً لأحدهم بينما تلتهم بنارها آخرين، فتكون نقمة ونعمةً في آن، وتكون دفئاً وحب مكاناً بينما موتاً وعذاباً جانباً آخر، وتبقى شمس الموت هي ذاتها شمس الحريّة.

– ماذا بك يا أبا قيس، هل أنت مريض؟
– أنا؟ أنا؟ أوف، كلا.. لكنني أتنفس حصتي من الهواء.

وكانت هذه آخر حصة يا أبا قيس غصتم في المقلاة كما فعل سائر البشر …وصلتم إلى الكويت وصلتم إلى الأرض التي حلمتم بها ولكنهم دون روح ولا حتى قلم لتكتبوا نحن هنا ، أبو قيس لا أشجار في الكويت، وقيس سيكبر ولربما يتابع رحلتك، وابنة عمك يا مروان أصبحت أرملة قبل أن تتزوج، ووالدتك يا  أسعد ستبكي كما بكت انقطاع أخبار زكريا .. ونحن “وإن كنتم تسأولون عنا “سنتألم كثيراً ونبكي كثيراً ونسأل أنفسنا …
لماذا لم تدقوا جدران الخزان لماذا … ؟؟
لم يدقوا جدران الخزان لكي لا يفضحوك يا أبا الخيزران، ولكنك نبشت جيوبهم وألقيتهم عند مكب النفايات، هل سنفعل ذلك بأهل الأرض، نعم أبو الخيزارن رُسم برأسي وكأنه العرب، استغلال، بحث عن المزيد في النقود، محاولات فاشلة و كاذبة لإعادة الأرض، تخمد وتخبو عند أول معارضة أو وقوف من  الطرف الثاني، مجرد ماديّة والقليل من التعاطف.

ذُكر أن أبو الخيزران ضحى برجولته في سبيل الوطن، ومازال ناقماً على نفسه وعلى تضحيته وعلى الوطن، هل ستبقى هذه الذكرى أقوى أم أنّ الموتى الثلاثة والخزان سيعيشون في ذاكرته أطول.. ؟؟؟

صاح أبو الخيزران بصوت عال قبل أن يغلق الباب:
– البس قميصك يا أسعد وإلا شوتك الشمس..
قال مروان لأبي الخيزران بصوت موهن:
– قل له أن يترك باب الفرن مفتوحا عله يبترد.

هل عرفت الشمس يومها قميصاً من رجل، وهل يبرد الفرن مع النار .. !رجال الأرض … ذاتها الشمس التي قتلتكم، ذاتها هي من ستجعل عمال النظافة يرونكم لتواروا الثرى.

—————————————————————–

دار النشر:صدرت عن مؤسسة الابحاث العربية ش.م.م
النوع والصفحات: رواية قصيرة – 52صفحة.
تاريخ النشر :ست طبعات الاولى عام 1963 في بيروت والسادسة عام 2005م