Posts Tagged ‘فلسطين’

أحلامُ سعيدة يا مبارك .. !

الإثنين, فبراير 7th, 2011
فتاة سميتها سعيدة

طفلة مصريّة سميتها سعيدة

نعم إنّها “سعيدة”، يوم وِلدت استبشر أهلها خيراً فأطلقوا عليها اسم الحلم الذي طالما رغبوه.. “سعيدة” جلبت على أهلها السرور فكان من حظهم يومياً أن يتقاسموا رغيف عيش و…عدّة زيتونات!

كبرت “سعيدة” يا مبارك، هرمت مصر يا مبارك، وهي تنشد اسمها  تحت السقف المكسور تخرج من اللاباب لتواجه الأبواب المغلقة، والملابس الممزقة، كبرت “سعيدة” وما زالت تتطلع الحلم حتى انتفضت يوم 25 يناير |كانون الثاني وحتى اليوم 7 فبراير | شباط

وجميعنا نقول أين ذهبت بالأحلام السعيدة يا مبارك لتجعلها كوابيس بائسة، أنت قلتها في خطابك الأول عام 1980 أن “ليس للكفن جيوب” فهل تطورنا في القرن الواحد والعشرين ليصبح للكفن خزائن، وتراجعت عن ما قلته حتى أصبح قبرك القادم  يتسع لـ 70 مليار دولار !!

أين ذهبت بالأحلام السعيدة، سرقتها من أيدي الأطفال وزعتها على ضفائر الاسرائيلين وابتسمت لهم وقبّلت ايديهم، مسحت بها المعابر المغلقة وبنيت منها قصوراً للظلم والقهر، كيف تحوّل السعادة إلى شقاء، كيف رضيت نفسك أن تغيّر كل تلك المعالم الجميلة التي حضنتك أيام شبابك إلى مأساة ٍ تتجاوز بقبحها مالا يتخيله أحد!!

إنّها انتفاضة الكرامة، إنّها انتفاضة السعادة.. سعادة الشعب العربي عندما أيقن أنّه لم يفت الأوان بعد، إنّها انتفاضة الفقر الذي أشفق على أن يصبح الآخرون يطمحون إليه بعد أن تعلقت أيديهم بآخر خط ٍ منه !!

لست أتمنى لك شيء سوى أحلام َ”سعيدة” التي تبدأ من سقوطك وتنتهي عند الكرامة .. !! ستحققها “سعيدة” اليوم لا محالة، كل طفلةٍ هي “سعيدة” في مصر وفلسطين وغزة وجميعهم سيأتون إليك ليرسموا على تجاعيد وجهك حروفَ الحريّة والعزة.. أحلامُ سعيدة يا مبارك .. هل تحسب نفسك فاراً بها!! انتظر .. إن ّسقوطك لقريب !!

رجال في الشمس.. شمس موتٍ أم حريّة؟!

الخميس, أبريل 30th, 2009

نقاش حارة القراءرجال في الشمس غسان الكنفاني.

-سألتك : هل رأيت في عمرك كله هيكلاً عظميا مُلقى فوقَ الرمل ؟

ليس فقط أسعد أجاب بكلا، جميعنا لم نرَ هيكلاً عظمياً ملقى فوق الرمل، جميعنا لم نعرف معنى الاحتراق بالشمس، وأغلبنا لم يذق الاحتراق بالذل!
أثناء قراءتي لسطور غسان شعرت كم هو صعب أن تحترق، تحترق بُعداً، تحترق ألماً وأمل، تحترق بحثاً عن لقمة، وليس فقط بالشمس بل بالذكريات و الأحلام والمستقبل… جميع هذه الأمور تحرقك في حال لم تستطع نسيانها أو تحقيقها ..
أسعد، مروان، أبو قيس ثلاثة رجال من أرض، هل تعرفون معنى اقتراب الشمس من الأرض، هل يبدو الموضوع كما هو عليه أم أنه أكثر عمقاً من مجرد الاحتراق في خزان، قراءتي لأحلامهم جعلتني أدرك كم هو سخيف  أن تضيء الشمس مكاناً لأحدهم بينما تلتهم بنارها آخرين، فتكون نقمة ونعمةً في آن، وتكون دفئاً وحب مكاناً بينما موتاً وعذاباً جانباً آخر، وتبقى شمس الموت هي ذاتها شمس الحريّة.

– ماذا بك يا أبا قيس، هل أنت مريض؟
– أنا؟ أنا؟ أوف، كلا.. لكنني أتنفس حصتي من الهواء.

وكانت هذه آخر حصة يا أبا قيس غصتم في المقلاة كما فعل سائر البشر …وصلتم إلى الكويت وصلتم إلى الأرض التي حلمتم بها ولكنهم دون روح ولا حتى قلم لتكتبوا نحن هنا ، أبو قيس لا أشجار في الكويت، وقيس سيكبر ولربما يتابع رحلتك، وابنة عمك يا مروان أصبحت أرملة قبل أن تتزوج، ووالدتك يا  أسعد ستبكي كما بكت انقطاع أخبار زكريا .. ونحن “وإن كنتم تسأولون عنا “سنتألم كثيراً ونبكي كثيراً ونسأل أنفسنا …
لماذا لم تدقوا جدران الخزان لماذا … ؟؟
لم يدقوا جدران الخزان لكي لا يفضحوك يا أبا الخيزران، ولكنك نبشت جيوبهم وألقيتهم عند مكب النفايات، هل سنفعل ذلك بأهل الأرض، نعم أبو الخيزارن رُسم برأسي وكأنه العرب، استغلال، بحث عن المزيد في النقود، محاولات فاشلة و كاذبة لإعادة الأرض، تخمد وتخبو عند أول معارضة أو وقوف من  الطرف الثاني، مجرد ماديّة والقليل من التعاطف.

ذُكر أن أبو الخيزران ضحى برجولته في سبيل الوطن، ومازال ناقماً على نفسه وعلى تضحيته وعلى الوطن، هل ستبقى هذه الذكرى أقوى أم أنّ الموتى الثلاثة والخزان سيعيشون في ذاكرته أطول.. ؟؟؟

صاح أبو الخيزران بصوت عال قبل أن يغلق الباب:
– البس قميصك يا أسعد وإلا شوتك الشمس..
قال مروان لأبي الخيزران بصوت موهن:
– قل له أن يترك باب الفرن مفتوحا عله يبترد.

هل عرفت الشمس يومها قميصاً من رجل، وهل يبرد الفرن مع النار .. !رجال الأرض … ذاتها الشمس التي قتلتكم، ذاتها هي من ستجعل عمال النظافة يرونكم لتواروا الثرى.

—————————————————————–

دار النشر:صدرت عن مؤسسة الابحاث العربية ش.م.م
النوع والصفحات: رواية قصيرة – 52صفحة.
تاريخ النشر :ست طبعات الاولى عام 1963 في بيروت والسادسة عام 2005م