مدوّنة فرح

ابتسمت في حماس ،وأنا أكثر، أكملنا الطريق سويّة، تبادلنا الأحاديث حتى مللنا .. هممت لأودعها، استطردت قائلة “صحي كيفا رهف”..

دار بي مكاني لحظة كدت فيها أن أقع .. تذكرت كل شيء… رهف.. كلام رهف.. رقة رهف .. أحاديث رهف .. تقصيري مع رهف .. نطقت كمن يودّ أن يرجع الزمن لقبل أن يولد .. ” رهف توفت من شهرين …” توقعت هيك شي.. ستي الله يرحمنا جميع ” …. آمين

لم تغادرني دمعتي تلك الليلة ، شهران وأنا أتناسى، ما مررت على والدتها .. ما سقيت قبرها .. ما اقتربت هناك قيد أنملة .. أخذها مرض السرطان ومضى .. وسرقتني الحياة مني لأتناساها..

رهف ..بكيت كما الطفل يوم وفاتك  و رغم ذلك ما كتبت حرفاً عنك .. يومها شفقت أختي عليّ حتى قالت “كلها مرة  اللي شفتيها مو حرزانة” … لا يوجد مقاييس إن كانت “حرزانة” أم لا عندما يموت شخصٌ تعرفه … رهف وأنا لم نكن صديقتين كنت أعرفها،جلسنا معاً أقلّ من ثلاث مرّات … ورغم ذلك كنا متشابهتين جداً .. الأفكار .. الآراء .. المشاريع ..الطموحات..

رهف تكبرني بتسعة سنين، رهف أرادت أن تفعل شيئاً، وودّت لو تنتشر القراءة أكثر لدرجة أنها استأجرت محلاً وجعلته مكتبة للأطفال ..

لا أعرف لماذا بقيت أنا ورحلت .. رغم أن المشاريع لم تنتهي بعد ..تغتالني لحظات كثيرة ألوم فيها نفسي لأني لم أتعرّف عليها جيداً …  هناك حكمةٌ للخالق لا يعرفها إلا هو ..

وردةٌ لروحك ِالصافية يا صديقةَ نضالٍ ما بدأ.. رحمة الله عليكِ