Posts Tagged ‘حياة’

حياةُ شهيد ..!

الثلاثاء, أغسطس 14th, 2012


لا أعرف تماماً متى كانت اللحظة التي جعلت من الرقم قنبلةً مسيلة ً للدموع، ومن الحروف والكلمات دبابيس ألم تغرز نفسها بالذاكرة ..

ارتفعت حصيلةشهداء سوريا اليوم لـ 118  أما جرحاها فربما يصعب عدهم أو إحصاؤهم …. !

أصمُّ آذاني خوفاً وألماً، طمعاً بأن يتلاشى الرقم، وان لا تترتفع الحصيلة أو تتلاشى، أو ربما لا يقوم عليها أحد ويغص جامع الأرقام بكل شهيد يرتفع فوق سوريتنا…

كنت أريد وما زلت أن يذكروهم اسماً اسماً، عائلةً وحرفاً وذكرى وصورة .. عندها ربما لن أخاف ولن أتألم لاني سأعرف انهم استحقوا ما نالوا، وأن الحسرة الوحيدة هي علي أنا ومن تبقى منا !

في الشهادة حياة، حياةٌ للشهيد لا ندري عنها شيء ما دمنا نتمتع بحياتنا، وحياةٌ صفراء تتعذب لفقده .. وتتألم لفراقه.. وحياةٌ أيضاً في محاولاتٍ جاهده لفهم فقده .. واستيعاب غيابه الذي ترك فجوةً لا يملأها سوى التمكن واليقين !

وأخيراً .. حياةُ أمّة … !

شهداء وطني، تعرفتُ عليكم بعد فوات الأوان، كنت أودُّ تبادل الحديث معكم جميعاً، لكن صدقوني سأذكركم دوماً وان لم تعرفوني يوماً..

——————–
مصدر الصورة : http://bizriart.deviantart.com/art/Martyr-139059641

البالون الأحمر 3>

الأربعاء, سبتمبر 22nd, 2010

إلى ذلك البالون الصغير الأحمر المستقر وراء قفصي الصدري (f) :

شكراً لأنك تضخ الدم في عروقي يومياً، أنا ممتنة جداً لذلك الإحساس بالنغم عندما أضع يدي عليك، لست أعرف إلى الآن ما السبب الذي يجعلك تسرع الإيقاع بسعادة ٍ لا توصف ليرقص عليها كل من حولك، وأحياناً ثانية لستُ أجدك وبالكاد أسمع نبضك!

حاولت وأحاول دوماً معرفة الصلة بينك وبين عقلي، وكيف تتأثر بأفكاره وآراءه، و تستطيع أن تغيره عنها أحياناً، لكني أرجو توقفك عن مشاركته التفكير لأنك تتألم عندما تفعل ذلك ..لا تحزن عزيزي فاتخاذ العقل قراراتٍ لا تتناسب مع ألحانك لا يعني أنه لا يحبها، لكنه ربما وجد طريقة ً أنسبَ للعزف!

أما المعضلة التي تأرقني فهي إصرار جميع المشاعر على الإقامة فيك، وعدم الابتعاد عنك أبداً، والالتصاق بك بشكلٍ يجعلكما واحداً، وكأنهم يجدون لديك شيئاً ليس لغيرك تقديمه، لكني أستغرب كيف تجمعهم على تناقضاتهم المخيفة أحيانا !

أتعرف..اكتشفت اليوم أنك تشبه البالون، من الصعب جداً ملؤك بالحب إن كنت مصاباً بثقبٍ ما، عليّ تضميدك جيداً لتتسع وتتحمل، ولا يتهرب منك الأمل، أو يتسرب منك الفرح..لذلك أحاول دوماً أن أخفف عنك ما أصابك، علّي أداوي ما بك من ثقوب، وأحاول قدر الإمكان ألا أزيدها، أحياناً أصبح جبانة ً لأجلك …

أخاف إصابتك بما أصاب كثيراً من البالونات أعرفها .. مُلئت بأمورٍ لا ترغبها .. حتى انفجرت فجأة ولم يعد بالإمكان إصلاحها إبداً! رجاءً أرسل لي تنبيهاتٍ مباشرة إن حدث وفعلتُ بك ذلك، سامحني إن فشلت بمداوتك لكني أعدك أن استمر بمحاولاتي حتى تستعيد عافيتك.
شكراً لأنك لا تشعر بالملل، ولأنك تساندني دوماً بسعادتي وحزني، ولتحملك جميع تناقضاتي، ولن أقول بعد اليوم قلبي”انتفخ” أو “طق” 🙂

والحمد لله عزّ وجلّ 🙂