Posts Tagged ‘الصم، مشروع تعليم الصم، فرح، تعليم ، علم ، صماء، تطوع’

زيارة لدير مار موسى الحبشي

السبت, فبراير 14th, 2009

ديار مار موسى الحبشي

ذهبت في رحلة يوم الجمعة مع مشروع تعليم الصم إلى دير مار موسى الحبشي ..أتمنى أن تستمتعوا بالقراءة 🙂

دير مار موسى الحبشي:
يقع دير مار موسى الحبشي في واد وعر من وديان سلسلة جبال القلمون يرتفع بمقدار / 1320/ م عن سطح البحر، وهو دير سرياني قديم يبعد مسافة ثمانين كيلو متر عن دمشق باتجاه الشمال و يبعد عن مدينة النبك حوالي/ 15/ كيلو متر باتجاه الشرق عن طريق العرقوب.

تاريخه و تسميته:
سبب تسميته باسم مار موسى الحبشي أن القديس (الولي) موسى كان ابناً لملك من ملوك الحبشة ترك بلاده باحثاً عن ملكوت الله فهاجر إلى مصر وزار الأماكن المقدسة في فلسطين ثم ترهب في دير مار يعقوب بالقرب من بلدة قارة شمالي النبك إلا أنه رغب بعد ذلك  بالمزيد من التوحيد فأتى إلى وادي الدير و أقام في إحدى المغارات متنسكاً و في أثناء النزاعات المذهبية بين مسيحيي ذلك العهد استشهد الراهب موسى على يد جنود الإمبراطور وتدل الكتابات العربية على جدران الدير أن بناء الكنيسة الحالية يعود إلى سنة/ 1058/ للميلاد.
مصدر الصورة و المزيد من الصور
هنا

من دون أجنحة .. أطير ..
عبثاً أحاول أن أردّ نفسي لصورة سماءٍ تبتسم للصاعدين، عبثاً أحاول أن أجرّد نفسي من الأرض التي أمشي عليها يوماً بعد يوم، كل حجرٍ هناك يحكي قصة رجل ٍ تحدى نفسه ليصلّ إلى أجنحة العصافير هدوءاً، وكل طير ٍ في قمةٍ يروي زيارة ً لروح ٍ استنشقت الصفاء ألفّ مرّة وزفرت مرّةً أو أقل…
كلما صعدتُ درجة أُلقيت في نفسي فكرةٌ عمن عبّدَ هذه وبنى تلك، عمن مرّ من هنا أو ركض جنوناً مسابقاً عينيه في الفضا، فكرت في أهدافنا كم تبدو بعيدةً وكم تلتصقُ برغبة التحدي مع أولِّ الخطواتِ تتالى طموحاً للوصول، رأيت كيف يوُلد عرقٌ أخضر من مفاصل صخرٍ وينبض ليعيش، وآخر يتأقلم ليستمر، وكل منهما يهديك باقة أمل….
وقفت في الوسط، وقفت كثيراً، أقارب بين خيارين،  ثلاث، و لربما كانت أربع .. صعوداً، نزولاً، أن تقف فقط أو ترمي نفسك .. ولربما كانت نتيحة معركتنا في الحياة أشبه باتخاذ قراراتٍ كهذه.
في القمةِ هناك تعانقُ الغيمة، تصافحُ الجبل، و تَطبعُ النسائمُ على وجهك قبلةً ما عرفتها يوماً، تُسمعك الحمامات لحناً من رقصة التراب ِوالحجر، وتدعوك السّماء لترسمَ في قلبِّ قلبك فطرة التأمل ِ تسبيحاً..
نزلت من القمة ِهبوطاً، أخلقُ بيني وبيني عهداً على الاحتفاظ باللحظة وضم ِ الهدوء التحاماً في الذاكرة.

الرحلة مع المشروع:
أن تكون مع الصم في هذه الرحلة يعني أن تكتشف الكثير من الأفكار في رؤوسهم التي أزداد حباً لبراءتها وبساطتها يوماً بعد يوم.
منال سألتني لماذا نصعد إلى هناك ! أجبتها بأنه قديم وأثري وهي رياضه وسنرى المنظر من الأعلى؟ سألتني هل سيكون جميلاً.. اجبتها بأنها المرة الأولى التي أصعد فيها وأظن بأنه سيكون كذلك .. لم أرد أن أقرر بأنه سيكون جميل رغم تحمسي وشوقي الشديد لرؤية المنظر من الأعلى.
جميعهن صعدن… تلك الفطرة التي خلقت فينا أن نتحدى، نتشارك ونضحك .. خلال الطريق كن يتوقفن يلتقطن الكثير من الصور سعداء مبتسمات..
عندما وصلنا للدير كانت الاطلالة على الجانب الآخر لدرج طويل جداً يُوصل إلى غرف المنامة للنساء”الراهبات”، بشر “فتاة صماء” كانت تضحك وتقول بأنه يجب عليّ أن أحملها لكي نصل إلى هناك ووافقت على ذلك .. بعد قليل من هذا قررت بأنها تستطيع الطيران وليست بحاجة لأن يحملها أحد، وكذلك أخوها علي “مدير المشروع” يستطيع الطيران لكنها بالتأكيد أفضل منه فقد قامت بتعليمه .. طلبت منها أن تعلمني .. فأخذت تقول بأنه من الصعب علي وبأني سأقع كل مرّة.. واليوم ليس وقت ذلك .. سارعت باجابتها بأني سأقوم بقطع جناحيها إن لم تعلمني فقالت بأنهما سينموان من جديد .. وأضافت بأنها تمزح بالتأكيد ..! جميع الصم لديهم تلك الروح الفكاهية واللطيفة روح البراءة في ضحكاتهم واصرارهم على إيصال الفكرة.
دخلنا الى متحف الدير، رأينا جرة ماء أو عدّة جرّات مكسورة، فأخذت سعاد تقول لي كيف كانوا في ما مضى يحملون الماء ويصعدون وإذا ما كسرت الجرّة يبدأون بالبكاء لأن عليهم تعبئتها من جديد وكيف أننا في زماننا هذا نفتح الصنبور لنشرب منه حتى أننا نهدر الكثير من الماء وهذا الأمر خاطئ جداً.
بعد الانتهاء من زيارة الدير ذهبنا الى منتزه في النبك، لعبنا وضحكنا جداً، ولربما كنت سأموت غرقاً بعد “تحطط” سعاد وبشر عليّ لرمي في البحرة ومساندة الجميع لهم تحت شعار “نحن في خدمة الصم ” ::13:: لا أروي هذا الأمر لأستجر تعاطف أحد .. فأنا وبشر وصلنا إلى مصالحة بعد صعودنا إلى الباص في العودة أنها ستعاملني بلطف وتعطف عليّ ولن ترميني في البحرة !! في الواقع كنت سعيدة جداً ولم أجد أي حرج في التعامل مع أيّ منهن حتى أن لغتي الاشاريّة تطورت، أضف إلى ذلك يقيني التام باستمرار المشروع وتقدمه بجميع القلوب الناضجة بالأمل …

صور من كاميرتي المتواضعة ::16::

(المزيد…)

مشروع تعليم الصم .. ساعدني لانطلق

الجمعة, ديسمبر 5th, 2008

http://i210.photobucket.com/albums/bb41/albaheral3theb/logocopy.jpg

بمناسبة اليوم العالمي للتطوع أحببت أن أخبركم عن مشروع تعليم الصم.

الأصم في مجتمعنا شخص مهمش لدرجة كبيرة، سواء من قبل أفراد عائلته، أو المحيطين به، حيث يعتقدون بأنهم لن يستطيعوا التفاهم معه، أو أنه أحمق ولا يعرف شيء وليس باستطاعته أن يتعلم.

ولكن هذا التفكير خاطئ تماماً لأن للأصم لغته وتعابيره الخاصة مثلها مثل أي لغة، وهو ذكي جداً ولديه قدرات كثيرة تحتاج لمن يرعاها وينميها ويهتم بها.

منذ سنة تقريباً لم أكن أعرف  أي شيء عن مجتمع الصم،حتى أنني لم أفكر بهذه الفئة من قبل، إلا أنني عندما رأيت إعلان المشروع وقرأت عنه، عرفت أنهم بحاجة لنا، وبحاجة للتواصل مع العالم، والاندماج فيه.

الأصم بحاجة لأن يكون فرد فعّال بكل معنى الكلمة، بحاجة إلى أن يتعلم، يعمل، يحلم، ويحقق أهدافه بحاجة لأن يعرف السبب والنتيجة، يعرف المطر والرعد والسماء، يفهم الاشتراكية والرأسمالية وحتى جسم الإنسان. (المزيد…)