Archive for ديسمبر, 2010

ضوءُ الكتابة

الأربعاء, ديسمبر 29th, 2010

الكتابةُ تعني أنْ تشعرَ بالطمأنينةِ، لمجرّدِ خط ِ الحروفِ دونَ أنْ يقاطعكَ أحدهم بكلمةِ -مجنون-، دونَ أنْ يصرخوا في وجهكَ أنْ أصمت، دون أن يدنوا مستويات تركيزهم ويرفعوا أصواتَ مسجلاتهم ليخفوا صداك.

الكتابةُ تعني الحريّة..أنْ تكتبَ لنفسك تفكَّ قيودها واحداً تلو الآخر، تُشعرها بالحبِّ والأمان، تتركها على راحتها وكيفما شاءت تفضحُ أسرارها دون رقيب.

الكتابة تعني حلماً غيرَ مسؤول فالورقة لا تأخذُ عليكَ عهداً بتنفيذه والقلم ينسى أحياناً كثيرةً أنَّه خطّ الحب والآن يسطرُ الكره للشخص ِذاته ، والورقة تقبل أن تقسمها قسمين وتمزقها قسمين وتكتب عليها تناقضين أحدهما يشرقُ أملاً والآخر يغربُ تشاؤماً، لايُهمها كثرة ذلك أو نقصانه، المهم أنّها تسمعكَ بكلِّ ما فيكَ من أقطاب وبكل طوائفِ أصابعك،واختلاط أفكارك.

الكتابةُ تعني أنْ تحبّ متى أردت أن تعشقها وتنام بينَ حروفها وتجعلها صديقتكَ، حبيبتكَ، معشوقتك أن تغضبَ منها وتصرخ عليها .. تقبل! فالحروفُ تزوجتْ كثيرين قبلك وتخلى عنها أكثر ورغم ذلك تستمر بممارسة الأثمٍ كلّ ليلة دون أن تهتم لما جرى البارحة وكيف تمزقت وحرقت وأُسجنت.. إنّها -بيني وبينك- صاحبة ُذاكرةٍ مؤقته..

الكتابة ُ أرضٌ لم يدسها أحدٌ قبلك، ستيقى عذارء حتى نهاية العالم ترى الريح وتلمس الهواء تصيّر الماء ألواناً وتسمعُ للصمت صوت.

ما الكتابة ُ بالنسبة لك؟ 🙂

تشاؤم الفرح .. !!

الأحد, ديسمبر 26th, 2010

أنا اليوم متشائمة وأفرغتُ كلَّ السواد في حروفي، فإن كنتَ تريد تدوينتي كما عهدتها تدعوك للتفاؤل فليسَ هذه المرّة!

أشعرني هرمت، وكبرتُ تاريخ ميلادي ألف سنة وأنّ تلك الضربات التي لم تقتلني زادتني شيباً على بؤس!
من قالَ أننا نكبرُ باليوم أو حتى السنة..كاذب! وقوله هذا مدعاة ٌ للتفاؤل “مجرد يوم” مرَّ.. إلا أنّ الحقيقة أنّ كل ّ محنة ٍ تمرُ بنا هي بمقدار جميع السنوات التي مرت والتي لن تمر!

لستُ أتخوّف الشيب يطغى على رأسي أو حتى حواجبي، ما أخشاه حقاً أن أفقدَ لينَ قلبي، ما أرهبهُ أن تتلاشى قدرتي على اكتشافِ البراءة، أما ما يجعلني أرتعد خوفاً هو بُعد الابتسامة عن جميع من حولي حتى كادت شفاههم تتقوس ألماً وحزن…

لا أعرفُ لماذا أصرّت 2010 تقديم كل هذا العبء رغم تفاؤلي الشديد بتناغم شكلها توافقاً مع عمري “21” لأيقن تماماً أنّ الأمر لا يتعلق بالتوافق ولا التناغم ومردُّ كل ما يجري حولنا هو أنفسنا، فحتى لو كانت 2010 جميلة لن تجعلني سعيدة لمجرد أني لا أحبُّ التناظر، و منذ البداية كنت أضحك على نفسي، وما صدَقتني!

القادم أجمل .. وسيغدو العالم أحلى .. حروف تلتصق ببعضها لتكوّن شعارات التفاؤل، لستُ أشعر أن هذا سيحدث أو على الأقل أعرف “حالياً” أنّ “بكرة مو أحلى” والمنطق يوافقني.

أستطيع أن أكتب الكثير عن الفرح الذي غمرني في 2010 لكنّ تشاؤم الفرح لا يعرف أوساط الحلول وكما هي عادتي لا أحبُّ الرمادي وتوافق سواد عيني مع الأسود الذي مضى، وسيعود الأبيض ليكتشف مكانه ويستقر كما هو الثلج في قلبِ الطفولة لأدونّ عنه.