ضحية شرف!

عندما كنت صغيرة كان جدي وجدتي يُفضلان جميع الأحفاد الذكور عليّ، كبرت قليلاً وشعرت بمحبة والديّ لأخوتي أكثر، وُلِد “شرف” فرأيت في عيون العائلة الفرح وكنت أظن أن ذلك أيضاً ما حصل عندما فتحتم أعينكم عليّ لأول مرة، أحببت “شرف” مثلكم بل أكثر!

كانت والدتنا تطلب مني تبديل ملابسه وإطعامه والاعتناء به، وكنت أفعل كل هذا بسعادة، ولم أسأل نفسي لماذا لا تقومون أنتم بالعناية بـ”شرف”.

كبرتم..وأنا أيضاً!

تضربونني، توبخونني أحياناً ..تنعتونني بألفاظٍ أمقتها أكثر.. وأحبكم!

أراكم تتابعون على التلفاز ما قالت أمي أنه محرم ..وأصمت.. وأحبكم!

أسمعكم تأكلون في لحم الأخريات من الفتيات..فأسارع لصمّ أذني وأحبكم!

كنتم تسلبونني كل ما احتفظت به لنفسي..فاغفر أنانيتكم ..وأحبكم!

تقومون بتخريب أشياء جدي وتتهموني أني فعلت ذلك .. اتحمل العقاب .. وأحبكم!

كان والدي يدللكم بجميع أنواع التفرقة، ويحثكم على أشكال اضطهادي..وأحبكم!

كانت والدتي تهتم بطعامكم وشرابكم وتفاصيل حياتكم..وكنت إحدى وسائل تحقيق الراحة لكم صباحَ ..مساء، ولم يسأل أحدهم راحتي يوماً..وأحبكم!

كنت أقول دوماً أنه سيأتي يومٌ ما نجتمع معاً ونتشارك الحب .. كما تشاركنا طفولة اللعب.. كما نتشارك كلّ لحظة اللحم والدم.

كنت أحملُّ رسائل حب “شرف” لابنة جارتنا و أسأل نفسي ماذا كتب في الرسالة، وأنا لم أسمع طوال حياتي كلمةً لطيفةَ منه؟!

دفعني الفضول مرّة وفتحتها، نعم اعذرني يا شرف مزقت الظرف وقرأتُ كلماتك، ومع كل حرف يضاف في السطر نتسارع دقات قلبي واتمنى لو أنّ أحدهم يحبني بذات الحجم من النقاط والحبر!

فكرت بيني وأنا، لماذا لا يحببني “شرف”، مع كل القبل التي طبعتها عليه أثناء طفولته! وأخذتُ أهيم في أفكاري، أبحث عن جرعة حب علّي أجد شيئاً فالتقطه وأعود انشره بين طيات ملابسكم وحبوب طعامكم.

ولقصر أجلي وجدت أحدهم..فأحببته بطريقته, وأخطأت ذنباً!

أعرف أنه لم يحبني واستغلني!

ولوثت كل حبي لكم بعارِ لن تغفروه لي!

ونسيت أن شرفكم سينسى كم من الحبِّ أهديته!

يؤسفني أني لم أتذوق طعم الحب!

صدقوني..كنت أبحث فقط!

تناسيتم حبي فقتلتموني، سال دمي ودفنت تحت الأرض، لكني أسأل نفسي من سيوزع عليكم أرغفة الحب، وأضحك من ذلك الحكم الذي صدر في حق “شرف” لأني أعرف أنه سيسجن ما تبقى له من عمر في كابوس اللحظة التي تلاقت فيها أعيننا فهمست بأذنه دقيقة طعني: أنّك ضحية شرفك!

———————————————————————————-

– هذه التدوينة تضامناً مع ضحايا حملة جرائم الشرف 29 تشرين الأول.

– لستُ ادعو للحب بهذه الطريقة إن لم تجده الفتاة في أسرتها،أقول:توقع من فتاةٍ لم تتلقَ الحب أن تبحث عنه، وأن تخطأ إن أغراها أحدهم بكذبه..بطبيعة الحال أكثرية الفتيات تتمنى الزواج وتكوين الأسرة.

– لستُ أعتبر الضحايا في النهاية هن الفتيات، وإنما من قتل فهو ضحية جرمه.

– اعتبر هذه الحملة دعوة للمقبل على القتل أن يتوقف ليفكر إن كان يريد أن يمضي حياته سجين نفسه، ربما يستخف بالعقوبة التي وضعها القانون لذلك نحن نطالب أن تكون كغيرها من جرائم القتل.

-{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الذنوب متعلقه بالشخص وليس من مسؤولية أحد تصفيتها حسب ما يهوى له.

– عقوبة الزنا في الإسلام معروفة، ومن المؤكد أن مرتكبها مذنب بحق الدين ولكن هذا لا يبرر القتل بجميع الأحوال!

– لا يوجد مسحوق تنظيف للشرف مهما حاول أحدهم غسله!

10 Responses to “ضحية شرف!”

  1. Bashar Says:

    شرف .. شرف .. شرف
    مجتمعنا يمكن يكون من اكتر المجتمعات اللي بتقدس وبتعظم هالكلمة بالوقت يلي وصل فيه مجتمعنا لنقطة لم يعد فيها شرف ان صح التعبير.
    بعتقد انه صار لازم نعيد صياغة تعريف كلمة شرف لدى المجتمع ونصحح المفهوم من كونه مجرد غشاء مقدس حوّل افراد مجتمعنا لمشركين بعبادته …. الى المعنى الصحيح والدقيق لكلمة شرف.
    بركي وقتها بتنصلح حال مجتمعنا … وبركي منحقق شي.

    حلو الكلام يلي كتبتيه فرح ولكن عندي تعقيب:
    القانون عم يحمي جرائم الشرف وهاد شي ما حدا معه ولكن بنفس الوقت القانون ما عم يعاقب الزاني والزانية وهي مشكلة … يعني حماية جرائم الشرف قانونيا كانت نتيجة النقص الحاصل بالقانون لمعاقبة الزاني والزانية.

    كلنا منعرف الحكم الاسلامي ولكن كمان لازم نعرف انه الاسلام ربط الحكم تبعه بشروط واهمها مثلا وجود اربع شهود وطبعا مو للتسلاية وانما لاسباب وبعد هيك لازم الحكم يكون صادر عن قاضي ومو من الطرف التاني بلحظة طيش لان وقتها بيكون قتل النفس التي حرم الله.

    يعني في نوع من النقص والتناقض والجهل ويلي بينحل بما يلي:
    – تعديل القانون والغاء العذر المخفف بحجة الشرف.
    – ايجاد صيغة لمعاقبة الزاني والزانية بما يضمن حق الزوج و الاهل وحق المراة و الرجل المتهمين على حد سواء.
    – توعية دينية بعدم جواز اتخاذ حكم القتل وان يبقى الجميع خاضعين للقانون.

    حلول بسيطة على الورق ولكن بدها شغل كبير لنقدر نحطها بالعقول ..

    وبشكل شخصي بعتقد بعدم امكانية تطبيق اي حل لان المجتمع حرف الدين وحوله لادارة يستخدمها ليقوم بما يحلو له … بدل ان يكون الدين ان وجد اداة لنحيا حياة جيدة كما انزله الله.

  2. Moaz Says:

    كفيت ووفيت يا بشار…

    بيدوروا وبيلفوا وهنن عم يدوروا عالحلول… والحل الله قاله بوضوح… بس لو نفتح عيوننا……..

    شكراً إلك فرح عالكلمات المؤثرة جداً..

  3. اللجي Says:

    شكرا بشار على تلك الكلمات وتلك الحملة انما يريدون بها عدم معاقبة الزنى من الجنسين ….. وانتشار الزنى تحت ذريعة الحرية الشخصية وما الى ذلك……

  4. Bashar Says:

    طولوا بالكم يا جماعة انا ما بعرف عن اي حملة عم تحكوا ولا كان ردي اله علاقة باي حملة.

    عكل حال انا فتت على موقع الحملة العالمي ويلي بالانكليزي ومافيه عربي الا بالبنر فوق ولقيت انه فيه شغلات ناشرينها اشخاص من اسرائيل هدفها التقليل من شأن العرب ..
    يعني صحي نحني شأننا قليل وخالص وروسنا بالطين من عقود ولكن مو ناقصنا ههه

    خيو الحملة جيدة لنوصل لمرحلة يكون فيها قانون يعاقب يلي بيرتكب الجريمة بحق بنته او اخته … الخ وتكون عقوبته متل عقوبة الجريمة العادية دون اسباب مخففة.

    كمان بنفس الوقت لازم يكون في قانون للمعاقبة عجريمة الزنا ويكون قانون فيه عدل وغير قابل للتلاعب.

    بعتقد صعب تطبيق القانون الاسلامي وخاصة انه نحنا عنا قانون مدني ولكن ممكن تكون هالقصة تابعة للمحاكم الشرعية متلها متل الزواج وبهيك حالة بيتطبق القانون الاسلامي ويلي هو مو قانون سهل والدليل مسألة وجود اربع شهود … فيعني في كتير عالم بتقلك بدنا تطبيق الحكم الاسلامي بهيك شي ولكن وقت الجد ما رح يكونوا بنفس الرأي والله اعلم.

    عكل حال في شي مهم لازم كمان نفكر فيه قبل ما نحط قوانين ونطبقها .. وهي انه لو مننشأ جيل على قدر عالي من التربية والاخلاق … لو منساعد الشباب والصبايا على الزواج ونيسر امورهم بدل ما نصعبها …. لو منعلم ومنقف حالنا وجيل المستقبل … بتقل نسبة هالجرائم وبتصير طفرات سهل التعامل معها بعكس وضعنا الحالي يلي اذا بدنا نقوم نحاكم الناس على الزنا يمكن منحاكم نص الشعب ههههههههه شر البلية ما يضحك ما؟

    شكرا لتحملكم لردي الطويل

    بس في شي مهم لازم قوله انه انا يمكن بردي الاول والتاني كنت مشغول بمناقشة الموضوع وقانونيته وما بعرف شو ونسيت قول اديش كلام فرح رائع بالقسم الاول من مدونتها وكيف وصفت بعمق حالة مجتمعنا بكل واقعية وقدرت تلمس بكلماتها عقولنا وقلوبنا وضميرنا..

    فرح ابداعك الرائع يستحق كل التقدير وشهادتي مجروحة فيكي اكيد

  5. إنسانه Says:

    كلامك جميل غاليتي فرح

    الشرف مهم وغالي لكل إنسان , مجتمعاتنا العربيه تحاسب الفتاة

    ولاتحاسب الرجل(الرجل حامل عيوبه) والحقيقة في الدين كليهما سواء..

    قلمك جميل وطرحك عميق …

    لكِ كل الود

    (f) (f)

  6. عرب Says:

    مشاء الله عليك مجهود اكثر من روعة ومعلومات قيمة شكرا

  7. درة الزمان Says:

    مرحبا شباب وصبايا
    من كلام فرح ما حسيت القضية قضية شرف بالمعنى المجرد للشرف ولا قصة زنا وعقوبة
    لأنو الشرف بهي الأيام كل يوم عم ينتهك بكذا شكل و الزنا صاير بالطرقات وبالتلفزيونات شي طبيعي وإذا كان حدى بدو يتعاقب فجب هدول الناس يتعاقبو وينعمل محاكم خاصة فيهن لأن الأعلام السيئ هو السبب الأساسي لأي أنحلال أو أخطاء بتصير بالمجتمع (أي مجتمع)
    أما يلي أنا حسيتو من هل المقال الرائع أنو البنت بشكل عام مين ما كانت ومهما كان عندنا مشاعر أتجاة كل يلي بتعرفن وبتحبن إذا حبت حدى غيرن فهي أخطأت
    حتى لو كان الحب يلي عم تدور علية بدافع أنشاء بيت وعيلة وتربية جيل مع أنسان هي بتختارو بإرادتها وهي لح تكون مسؤؤلة عن أختيارها ولح تتحمل العواقب هي
    وحتى لو لقتو وأنتهت القصة بزواج وعيلة برأي لح ضل في مشاكل لأنو كتير من
    البنات لما بختارو بهل الطريقة ما بحكمو عقلن بكون ما شين وراء مشاعر

    و القصة الأكبر يلي أنا كتير بجاكر منها أنو مجتمعاتنا بشكل عام بتخاف تعبر عن مشاعرها أما الشباب وأما البنات ليش ما بعرف ولما بتلاقي حدى عم يحب أو عم يدور عن الحب فهو عم يرتكب جريمة لا تغتفر
    ولو كانو تنين متزوجين ما بعبرو عن أي شي بقلبن أتجاه بعضن كمان ليش الله أعلم
    الإسلام ماقال أبدا أنو ما نحب بعض ولا قال أبدا أنو حب حرام بالعكس رب العالمين قال المتحابون في يوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي

    موعيب المشاعر مو عيب أبدا أنو نحب بس نحب صح هدى أهم شي
    و الحب كتير حلو بس نحطو بمكانو الصحيح أحلى بكتير

    بقولو ( من الصعب جدا أن تعبر عن الكثير من الكلمات و المشاعر ولكن الأصعب أن توفي هذة الكلمات حق من أحببت )

    وشكرا فروحة على الحكي الحلو قد ما كتبت مالح أكتب وعبر متلك موهبة يا عمي 3> 3> 3> 3> $:

  8. Marisol Perry Says:

    كفيت ووفيت يا بشار… بيدوروا وبيلفوا وهنن عم يدوروا عالحلول… والحل الله قاله بوضوح… بس لو نفتح عيوننا…….. شكراً إلك فرح عالكلمات المؤثرة جداً..

  9. دردشة عراقية Says:

    جزاكم الله خيييييررر

Leave a Reply