الحب المتناقص

كل طفلٍ يولد يغرق بالحب، من والديه، وعائلته، وجيرانه .. وتبدأ الكلمات في السنين الأولى من عمره، (يؤبشني، يقبرني، ماشالله شو لزيز، شوفو شو ذكي، ريتو ما يبلا … خود هالسكرة.. تعا هات بوسة.. عانقني!……….) والكثير من الجمل وأفعال المحبة، والأكثر من ذلك تشعر أنه أصبح مخزن للحب، كل من يراه يجب أن يحمله ويقبله ويضاحكه ويلعب معه، وما أن يكبر الطفل ويصبح صبياً حتى ترى من حوله مقلين في الحب ..أو كأنهم يتحاشون الحديث معه، “فما زال صغيراً لا يفهم”، لا يسلمون عليه حتى ولا يقيمون له قيمة! رغم أنهم ما لبثوا منذ بضع سنوات  ينصتون له بكل حواسهم، علّه يلفظ كلمة..

لماذا لا نبقى على ذات المنسوب من الحب مع الازدياد في العمر، لماذا يقل ُّ إظهار الحب بمجرد أن يكبر الإنسان، لماذا تنشغل الأم بأعمال المنزل وتقديم الاحتياجات المادية بينما يحتاج المراهق بين يديها إلى جرعات حب وحب ..

هل ما جمعناه في الطفولة من حب يكفينا لنهاية عمرنا، أسأل نفسي إن كنا نشتاق للطفولة لهذا السبب، وأتسائل إن كنت أعشق الأطفال لأنّ لديهم من الحب الطاهر ما يقدمونه لي أكثر من أي أحد ٍ آخر ..

ربما لذلك تجد ضحكة الطفل تنبع من الداخل، لأن من يحوله يحبونه بأي فعل وأي عمل ولا يحسبون له كلّ صغيرة وكبيرة وكلمة يقوم بها، هل من الصعب أن نحب بعضنا كما نحب الأطفال، أن نقدم لأرواحنا الحب الذي تحتاجه عن طريق التواصل ..
قرأت في مقال مرّة أن كل شخص في أي عمرٍ كان يحتاج إلى خمس ضمات في اليوم على المستوى الأدنى لكي يشعر بالاطمئنان والحب ..

تقول — فيولتيا بارا الحب وحده بعلمه يجعلنا أبرياء

فهلا ضممت أمك وأختك إليك، وهل اقتربت من أخاك لتمسحي على شعره وتقدمي له وجبة ً من حب يحتاجها وإن كان ذلك غير واضحاً ..

17 Responses to “الحب المتناقص”

  1. طبشورة Says:

    من فترة كتبت تدوينة بعنوان ” دراماتيكا ” بهالمعنى تقريبا ً أنّو نحنا كشعب عامة ً بنعوّض بالدراما و التصرفات الدرامية اللي بنتصرف فيها ناتجة عن نقص بالحب المحيط فينا ، هالحب هاد سواء كان حب اجتماعي او حب بين اجناس متحابة ..
    فيكي تطلعي على كامل التدوينة من هون :
    http://www.freesham.com/2010/03/blog-post_12.html

    بالمجمل اتفق معك بشكل تام ، انـّو الإنسان بحاجة ماسة للحب من أهله و أصدقائه و من كل الناس الحوليه لانو شعور الإنسان بانه محبوب بخليه يشعر بالأمان ..
    أذكر اني قرأت مرّة انـّو شعور الإنسان انـّو في مين يسأل عنّه بس يرجع عالبيت كل يوم المسا او انو اذا ما رجع عالبيت في مين يدوّر عليه ، بخفض من منسوب الجريمة عند الناس اللي عندها استعداد لهالشي ..

    الموضوع كبير كتير و مهم كتير كتير ..

    يمكن ارجع اذا صرلي وقت أكتر لاحقا ً ..

    تحياتي

  2. Bashar Says:

    شكرا فرح .. شكرا شكرا
    عبرتي عن شي بالفعل كلنا منحس فيه

  3. ناسداك Says:

    الحب مسيرة عطاء طول الحياة ، تمر بلحظات زخم ولحظات فتور ينصرف بها الانسان للتفكير بشيء اخر من محيطه

    لم لا تكون حاجتنا للحب – وهي كذلك – كحاجتنا للطعام ؟ أليس غذاء للروح ؟

  4. ريـــم Says:

    في مرة قرأت ان اتجاه المراهق للبحث عن الحب خارج نطاق أسرته ناتج عن شعوره بالنقص العاطفي مقارنة بالفيض الذي كان يشعر به قبل سنوات أثناء طفولته ..

    رح حبو لابني بهي الطريقة على طول .. حتى لما يصير كتير كبير
    يمكن منشان عوض عن النشافة اللي صابتني بعمر كتير صغير خاصة اني كنت اكبر اخوتي ..

    تحياتي فروحة

  5. إيناس مليباري Says:


    أثارت التدوينة الكثير مما في داخلي..
    فهل نحن فعلا نحب الأطفال لأننا نشعر بالنقص ؟ وهم وحدهم دون الجميع القادرون على إعطاءنا ما نريد بلا مقابل ؟
    هل يصح التعبير إن قلت بأننا مخادعون لهم ؟ حتى أحضاننا تبدو مزيفة .. فهي لنا لا لهم .. ولكن بوادر السعد واضحة عليهم .. لأنهم يجهلون خفايا قلوب عالم الكبار!!

    الإنسان على اختلاف مراحل حياته يحتاج للحب ولكل مرحلة عمرية طريقة معينة .. فالطفل أكثر ما يحتاج إليه هو الحب الجسدي واللفظي على حد سواء بينما يحتاج البالغ إلى اللفظي وشعوره بأنه مقبوله أكثر من الجسدي وهذا ماجسده لنا الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يعلم معاذ ذِكراً يقوله بعد الصلاة فابتدأ حديثه بقول : ” يامعاذ .. والله إني أحبك .. الخ ”

    فرح
    والله إني أحبك في الله
    (f)

  6. حسين بلال Says:

    السلام عليكم

    إمممممممممم, الموضوع برأيي إله أكثر من سبب وعامل مؤثر, يعني من ناحية تكاد تكون الثقافة الأسرية الصحيحة للمقبلين على الزواج معدومة, هي عبارة عن حماسة شديدة لتطبيق نظريات في رؤوسهم يرونها صحيحة لأن أهلهم طبقوا غيرها فتشكل لديهم أنها هي الحل والمسار الصحيح لبناء أسرة وبما أننا شعب عاطفي فالحماسة ستكون مضاعفة لكنها ماتلبث أن تخمد رويداً رويداً , الحماسة وليست العاطفة, فتقل مظاهر الإهتمام بالظهور ويقل التعبير عن الحب بالظهور وهلم جراً, ثم كذلك لدينا مشكلة التوازان مع الحياة وهي مرتبطة كذلك بموضوع الحماسة, ينقصنا أن نكون متصالحين مع أنفسنا قبل من هم حولنا, لا ضير أن نحضر أنفسنا لحياة الزواج قبل الزواج وأن نحضر أنفسنا لتربية الأبناء قبل الحصول عليهم …..

    بالتوفيق للجميع (f)

  7. A.Gdedouy Says:

    قد لايتناقص لكن مع البعد وقلة الاستخدام يضمحل وننسى بعضنا البعض

  8. لبنى Says:

    اااااخ يا فرح!!
    موتتنا هالنشافة
    كبرنا وصرنا كباااار

    والله كبرونا قبل وقتنا
    😛

  9. lamis Says:

    فرررررررررح كتير فشيتيلي خلقي بهالتدوينة نفس الحكي الي كنت عم قولو لخالتي يلي ولدت من فترة ومن زمان كنت قول نفس الشي انو ليش الحب بيخلص بعد فترة معينة مع الطفل الي كان يقبرنا وناطرين ينطق أي حرف
    كتير اشتقت لبحرك العذب بس كان عندي مشكلة بالتعليقات وحابة رجعتك بقوة عالتدوين

  10. دندنة قيثارة الوجد Says:

    في اعتقادي أن المسألة مسالة تعود .. ومع مرور الوقت يصبح وجود الطفل عادي وعندما يبكر أيضا .. قد تنفجر المشاعر في أوقات معينة كالتخرج أو الزواج .. لكن في رأي أن الطفل كما نال الحب والحنان وهو صغير .. فعليه أن يبادر به وهو كبير فالحياة أخذ وعطاء وليست أخذ فقط .. تحياتي لك

  11. Lina Says:

    فرح كلامك روعة طب شو مشان يللي عم يدور عالحب الواقعي فبيلاقي الواقع خانقه بالظروف!بيحس انو هو حرام يحب و يرتبط فبيسكر على قلبو و بينسى-بيتناسى-الموضوع؟
    لازم نلاقي حل يعني مو ذنب الناس انو عم ينقصو من حبهن للمراهق.ذنبهن انهن ما عندهن حب يعطوهن ياه لأنهن قافلين على قلبهن بمفتاح الظروف… و حاكمين على حالهن بقانون المادة…لو بيآمنو بس انو الحب مالو علاقة بظروفهن الصعبة و انو ما بياخذ من وقتهن-كونه هو الحياة-و انو الحب بيعطي قوة ما بيضعف لصار عندهن طاقة حب عطو منها للمراهق و انحلت المشكلة…يعني لازم نآمن بالحب لنقدر نعطيه…

  12. moustafa Says:

    شكرا لكي

  13. غفران Says:

    فعلا المراهق يحتاج الحب والكثير منه حتى اكثر ربما مما كان يحتاجه حين كان صغيرا .,
    اعتقد
    ان توقف التعبير عن الحب للمراهق من قبل امه ذلك لبعض المعتقدات الشعبيه الموروثة والعادات المكتسبة حيث يجب ان يكون رجل قوي صلب لاا ادري لماذا تربط الرجولة دائما بجفاف المشاعر!!؟هذا هو الحال
    اما بالنسبة للفتاة المحرومة من حب والدتها ووالدها ربما لكي لا تكون دليعه لا تعتمد على نفسها قد يفسدها الدلع ……..) 🙁 وغيره
    وبنفس الاسباب التي التي اسلفت ذكرها
    مجرد ترسبات قديمة في العقليه العربية .,
    وهذا سبب خراب البيوووت
    العطش للحب
    وان لم يوجد داخل اسوار البيت
    فهو متوافر بسهولة خارجها
    ونحن نعرف المشاكل المترتبه على ذلك بلاوي وفضاايح :O

  14. جرعة زائدة Says:

    http://www.bawabaty.net/HamzatWasl/Topic.aspx?Id=154420&NodeId=66

  15. لجة بنات Says:

    مالحب الا للحبيب الاولي !:

  16. قلبي سعودي Says:

    ليت الزمن يرجع ورا ونعيش الطفوله والحب في آن واحد
    جميل جدآ الحب والاجمل هي الطفوله
    !: !: !:

  17. دردشة عراقية Says:

    جزاكم الله خيييييررر

Leave a Reply