قيد وعُقد …

تعرف تماما ً ما الذي يجعله غاضبا ً وما الذي يسعده ولا تفعل من ذلك شيئ , على العكس ! تحاول استفزازه في كل دقيقةٍ تمر بهما معا ً ،هو لا يعرف عنها شيئا ً إلا أنها قدرٌ قد فرض عليه، لأنه ذات مرة أخطأ معها!

لم أكن يوماً لأعامله بهذه القسوة لولا إهماله وبغضه لي، كان يهمز من وراء ظهري متقززاً من تصرفاتي ولا سبب لذلك!

= لهذا قتلته؟

– قررت أن أنتقم منه بشتى الطرق وأشدها إيلاماً وتعذيباً ..، أعرف .. أعرف .. أنا مجرد سبق صحفي,لا..، لا تعتقدي ذلك يا عزيزتي أنت ِ لم ولن تفهمينني ولماذا فعلت بك ِ ما فعلتْ.

= بماذا علمتِ قبل زواجك ِ؟

– مهنتك ِذاتها .. كنت أسابق الريح وأنشر اسمي يوماً بعد يوم!!  لا تخافي  لا أغير منك ..  لن أقوم بشيء.

أرادت إخافتي أو الانهاء عليّ، أبعدت جميع هذه الأفكار نظرت إليها، بينما استمرت بتدوير خاتمها يمنة ويسرة، سألتني!

–  متزوجة ٌ أنت ِ؟

= لا

– لماذا؟

= لديك ِ عريس، أم أنك اشتقت للصحافة !!

– لماذا؟

= جنى عليّ أبي وما جنيت على أحد!!

-فلسفة..

= لا..مجرد فكرة،  لماذا قتلته؟

– لأنه أحمق، قلت لك الأسباب، إعادة السؤال لن ترجعه ليجيبك هو!

= غريب أنك لم تنس ِ إلى الآن؟

– بماذا جنى عليك ِ والدك ِ؟

= إنها فكرة وفقط، لا تجعليها محوراً الحديث.

– تكرهينه؟

= لا أعرفه ..

–  وأمك

= لا أعرفها.. يقال أنها كانت ساقطة!

–  أغبياء، أغبياء .. لست ساقطة ، لم أبرح مكاني يومها.. أنا .. أنا يا طفلتي .. أحببتك  وأرضعتك ولكن .. أخذوك مني! أخذوك مني!

بدا ما قالته هذياناً مضحكاً بالنسبة لي، أمي في السجن قتلت أبي، أبي وأمي لم يحببا بعضهما.. في لحظة ذهولي دخل الحارس ليهدأ ثورة غضبها ويجرها بكرسيها المتحرك ..

تعودتُ على الحلقات المفقودة، لم يكن ذلك ليأرقني، استقبلتُ النوم في غرفتي المهجورة، رافقتني كوابيسي كما كل ليلة، لتحققَ واحداً منها ويقتحمَ عليّ أحمقٌ غرفتي، ليفعل كما فعل أبي ويجني على أحدهم، واجني عليه بقتله.

بقيد ٍ حديد في سجن جديد، انتظر اليوم صحفية ً لها عُقدي ذاتها.

6 Responses to “قيد وعُقد …”

  1. Eym Says:

    لا أستطبع أن أعلق أكثر من الصورة التي وضعتها فرح
    أتمنى السلام لكل روح ~

  2. جرعة زائدة Says:

    تعودتُ على الحلقات المفقودة، لم يكن ذلك ليأرقني، استقبلتُ النوم في غرفتي المهجورة، رافقتني كوابيسي كما كل ليلة، لتحققَ واحداً منها ويقتحمَ عليّ أحمقٌ غرفتي، ليفعل كما فعل أبي ويجني على أحدهم، واجني عليه بقتله.

    هي تلك كلمات فرح ..
    لكنها تخلو من أحرفها..
    دائما موجود…
    ودائماً موجودة …
    ولكن علينا التموضع بشكل جيد ..
    لنرى الأمور بوضوح

  3. bashar Says:

    تعرفي رأيي فيها …
    من الناحية الادبية حلوة كتير وحبيتها 🙂

  4. إيناس مليباري Says:


    كم من أشياء جميلة بحق في حياتنا قتلناها بِـ عُجالتنا !
    فَــرح ، أُسعدتِ يا نبض

    وودٌ لا يبور (f)

  5. نسمات الشام Says:

    تقاذفت كلماتك انتباهي وتركيزي , ربما عمق الفكرة جعلني اعيد قرائتها اكثر من مرة “تعودتُ على الحلقات المفقودة” ربما لهذا السبب

    ارق التحيات فرح

  6. دردشة عراقية Says:

    جزاكم الله خيييييررر

Leave a Reply