جميعنا يدوّن .. عن التدوين السوري!

أعترف أن حالة الركود في مدونتي كانت ستطول أكثر لولا متابعتي للتدوينات حول التدوين السوري و(وجود وقت لقراءتها!) فشكراً لكم على هذا الانعاش : )

وأعترف أيضاً أني كثيراً ما اكتفيت بالمتابعة السريعة لمثل هذه النقاشات لا لشيء وإنما لأني لا أريد أن أكرر ما قاله غيري في تعليقات أو تدوينات .

الجمود ..

من وجهة نظري يوجد عدة أسباب لما اصاب التدوين السوري من جمود

– البدأ بوضع منهجية خاصة للتدوين، تبتعد عن كونه تعبير شخصي ذاتي، ووضع مواصفات خاصة للمدوّن، وعدم تقبل وجود مدونين لا يعرفون بإدارة المدونة جيداً ويجب مساعدتهم، وأيضاً عدم الالتفات لتدوينات فيها أخطاء إملائية أو نحوية باعتبارها مرفوضة من أول نظرة، حسناً هناك أشخاص لم يتلقوا التعليم الذي تلقيناه.. هلّا ساعدناهم بدون نقد وتجريح؟

– الطموح لمجتمع تدويني متكامل، جذاب، فعّال، متساعد .. يعني نحنا بدنا نط على آخر درجة.. طيب و نطلع الدرج درجة درجة .. ونساعد اللي بآخر الدرج يطلعوا .. لستُ من المطلعين على مجتمع تدويني غير سوري، هل التنظيم والنقاش هناك على قدم وساق وبدون شد شعر؟!

– وأخيراً .. المدونون غالباً ولضيق الوقت لا يتابعون سوى المدونات التي يعرفونها وتعوّدوا عليها، فيتوقف المدون الجديد ولا يستمر بالمثابرة.

التدوين واجب..

غالبني شعور لمدة أن التدوين أصبح واجب محدد بمقاييس.. يجب الحفاظ على رتيبة معينة من المواضيع.. وعلى عدد معين من المواضيع بذات الجودة.. لا أقول بأن هكذا أمر لن يزيد من الزوار ولن يرفع المدونة.. لكن ليس بالنسبة لهواية محببة اختلف تعريفها! وليس بالنسبة لأشخاص لا يملكون الوقت الكافي، ربما لذلك مضى الكثيرون إلى تويتر والفيس بوك وهذا أيضاً سبب من أسباب الركود.

موضة ..

كثرة المدونات .. إذاً هل أصبح التدوين موضة.. هو ليس كذلك ولكنها الحاجة للتعبير، الحاجة للكتابة، الحاجة للتنفس حتى ولو عن أتفه الأمور(برأي البعض).. لا يوجد شخص لا يحب أن يتكلم وأن يُسمع له ، وأن يعلق الناس على رأيه، الشعب السوري جداً شاطر في الكلام وكذلك في التعليق على الكلام والنقد البناء لكنه يحتاج إلى فرصة .. والمدونة فرصة للجميع .. ما حدا عم يدفع شي من جيبتو شو بأثر إن كان في 100 مدونة أو 1000 مدونة حتى ولو كان نصفها متأخر ومقل في الكتابة إلا أنه سيكتب عندما يجد الحاجة والوقت .. إذاً دعوهم .. ولتنتشر هذه الموضة أكثر وأكثر فنحن بحاجتها، وليدوّن الجميع !

المدونات كوبي بيست ..

ما الخطأ في أن ينقل أحدهم ويضع في مدونته أخبار؟، ليس الجميع لديهم موهبة التعبير.. ولكن لكل شخص رأي .. بدلاً من أن تعلق في مواقع الأخبار الشهيرة، علّق في مدونته واطرح رأيك وناقشه .. ساعده ليبدأ في تدوين رأيه، اقترح عليه أن يضيف رأيه في نهاية الخبر أو المقال .. علّه يغير من سياسة النقل ويبدأ بسياسة تحليل ما ينقله .. ولا تتخذ منه موقفاً سلبياً!

للرجل ما يدونه وللمرأة ما تعبر عنه..

للمرأة إمكانية التعبير عن مشاعرها بطلاقة ولربما ليس للرجل ذلك على الملأ ولذلك تفردت المدوِنات بالميل في كتابة الخواطر والاشعار..

حسناً التفكير الشائع.. أنه لا تستطيع المرأة أن تعبر عن رأيها في شيء ما دون أن تدخل عواطفها ومشاعرها فيه حتى وإن كان موضوعاً سياسياً! وليكن .. المرأة متفردة في التعبير ولها طريقتها …وللرجل أن يتقبل رأيها دون أن يشعرها بأنه أفضل منها في السياسة وإدارة الأعمال والرياضة .. الحياة مشتركة ولولا اختلافنا في التعبيروالتفكير لما تلونت..<ولا نستطيع أن ننكرمقدرة الكثير من النساء في التعبير دون عواطف>

هل يقبل الرجل أن تدوّن المرأة عن الرياضة بمشاعرها؟! أو أن تكتب عن العلوم بعواطفها ..؟ هل من المقبول أن تدوّن المرأة احداث عشقها عن طريق المقالة دون خاطرة أو شعر ! دون أن ينظر لها المجتمع الشرقي نظرته!؟ هل يوجد قواعد للتعبير ولسنا على علم ٍ بها؟ نحن من خلقنا هذه الصورة عندما يرفض احدنا طريقة تعبير الآخر لمجرد أنها ليست بالمعايير التي يفترضها ..

ما اريد قوله أنّ لكل ٍ منا طريقته، بغض النظر عن جنسه.. كثيراً ما كانت الخواطر معبرةً عن المجتمع وواقعه دون توجيه مباشر .. فهل من خطأ في ذلك .. أقول أني( أحب ) ريال مدريد ولست( أشجع ) ويُقال لي .. شو الشغلة محبة وكره ومشاعر، نعم هي كذلك بالنسبة لي، ولست أشوّه معنى الرياضة ..  هل أنا كذلك؟

المدوِنات الإناث لسن بحاجة ٍ لتغيير طريقتهن في التعبير حتى يصبحن مقبولات في عالم التدوين، فهن يا أصدقائي يتكلمن حروفَ محبةً لا أتخيلكم تستطيعون العيش بدونها!

التدوين وفرح..

أنا أدوّن لأغير، أغير نفسي للأفضل.. وأغير ما حولي، أدوّن لأني أشعر أن كل كلمة ٍ أكتبها ستضيف عليّ، سآخذ منها وستعطيني في ما بعد، وأدوّن عشقاً للكتابة والحرف، توقفت لفترة .. لضيق الوقت، ولأني شعرت بقيود كثيرة حول ما يجب أن أقدمه في مدونتي وأيضاً معرفة أكثر الأشخاص من حولي مدونتي أربكني وأفرحني في ذات اللحظة !

فرح تدعو كل من حولها للتدوين حتى وإن كان لا يملك موهبة َ كتابة ٍ في رأيه إلا أن تجاربه وإن كانت بسيطة تُستحق أن تسمع وتكتب وتُقرأ .. وتقول لهم”ما تعقدوا الموضوع” فقط عبروا عما يجول في خاطركم .

ربما اُعتبر جزء هذه التدوينة تلخيص أو جمع أفكار لما ورد في كثير من التدوينات حول هذا الموضوع ، لكني وجدت حاجة ً في التدوين والكتابة.

وكلٌّ أدلى بدلوه .. وجميعنا يدوّن

رؤوس أقلام حول التدوين السوري – أمواج اسبانية في فرات الشام

حاجات تدوينية- مدونة resound

التدوين السوري .. الدخول من البوابة الواسعة- مدونة طريفيات.

أنا والتدوين – أبو ليلى

عشر أحجار في مياه التدوين السوري الراكدة! – مدونة المرفأ

في التدوين الأنثوي – مدونة طباشير

التدوين السوري لمن هو داخل سوريا – مدونة الحياة وشياطين أخرى

التدوين السوري وثقافة الموضة- مستر بلوند

الحديث عن التدوين السوري ورأي شخصي – مدونة أحمد

أخيراً

كاريكتير مضحك ولكن معبر أحياناً عن حياة المدون 🙂

Tags:

16 Responses to “جميعنا يدوّن .. عن التدوين السوري!”

  1. bashar Says:

    والله كلام حلو كتير
    بهالكلام خليتيني اشتهي ساوي مدونة
    مع اني اكيد رح كون من هالاشخاص يلي قلتي عنهم مبتدئين وانا مبتدئ جداً بهيك شي ههههه

    كلامك عن مساعدة المدونين لبعض وعن تقبلهم لبعض ولطرقهم المختلفة بالتعبير حلو كتير وبتمنى يتعمم بالفعل …

    ان شاء الله قريبا بدي ساوي مدونة 🙂 وبدي اطلب مساعدتك اكيد يا صديقتي

  2. amer ebrahim Says:

    كلامك صحيح وبعبي الراس

  3. mnzaman Says:

    كلامك في منتهى الصحة , كنت على وشك وضع تدوينة حول نفس الموضوع , تصيبني نفس حالات الجمود التي تكلمتي عنها ولذلك أسباب مختلفة ذكرتي بعضها والبعض الآخر بحاجة لكتب للنقاش فيه

    لدي عددة نقاط أبرزها التالي :

    المدونة هي إنعكاس لمن يكتب هناك وراء تلك الشاشة , وكما حصل لكِ بحصل لنا جميعاً , بمعنى هناك من يأخذ التدوين عملاً وبالتالي يصبح محترفاً وترين أن متابعينه كثر لأنه أصبح رائداً في مجال التدوين , وهناك من هو مدون هاوي وبحاجة للكثير من المساعدة , لربما كان في داخله كاتب رائع أو مفكر ذو فائدة كبيرة ,وهناك من هو البين بين , لي كلام كثير سأضعه في مدونتي قريباً 🙂

    الامر الثاني وهو الأهم : لأكون صريحاً قد فكرت في احد الأيام بفكرتك هذه , هناك إناس بدؤا يعرفون من هو ” من زمان ” وذلك بشكل واقعي , لربما أصبح علي حمل ثقيل فوق حملي , ذلك لأنني
    إنسان حقيقي أمامهم ولست ذلك الشخص “المدون الإفتراضي” , لكن سرعان ما تداركت الموضوع بجملة قلتها : إن ما دفعني للتدوين هو التعبير عني بحرية , لن أدعى أحد يعوقني ولو عرفني ولو كان هو أنا نفسي

    للحديث بقية كما قلت لكِ سيدتي لكن في تدوينة سأضعها عندما تفرج حالة الخمول التدويني لدي أيضاً

    دمتي بخير , تدوينة رائعة , كعادتك إسلوب جميل جداً

  4. عطاالله Says:

    كلام تحليلي مهم ما كتبت
    وفعلا يجب أن نسعى لتنمية المجتمع التدويني السوري بطريقة ايجابية .. وعموما ليس كل شخص يمتلك موهبة التدوين والبعض فقط يملكون الوقت الكافي للاستمرارية وانتظام التدفق التدويني
    بالنسبة لي مضى وقت طويل منذ دونت … في رمضان الماضي ….. وما زلت أنتظر الوقت الملائم للعودة … وما زلت مصرا على اكمال السلسلة اياها
    سلامي لك

  5. rabie Says:

    بالأمس قرأت موضوع أحدهم في إحدى المدونات (مقتّه) ، والآن كالعادة يا فرح أجدك الأفضل إيجاباً أو أكثر إيجابية … لتفكري أبعد من صفحات الانترنت ….

  6. مدونة اللجي Says:

    معك حق الشعب السوري شاطر بالكلام والحكي وعدم العفل
    والتتدوينة رائع له كي يفعل شيء……

  7. مستر بلوند Says:

    وقت قرأت العنوان حسيت بدك تقولي : الكل يدون عن “التدوين” بدلاً من أن يدون ..
    يعني شوفي أديه صلنا عم نحكي ونوصف ونبحث عن ماهية التدوين .. بدل ما نستغل هيدا الوقت بالتدوين المفيد ..

  8. ريـــم Says:

    ما المشكلة في أن يدون الجميـــع على اختلاف ميولهم و أسلوبهم في هذا الفضاء الواسع !
    شكرا فرح 🙂

  9. توب Says:

    كلام تحليلي مهم ما كتبت
    وفعلا يجب أن نسعى لتنمية المجتمع التدويني السوري بطريقة ايجابية

  10. ناسداك Says:

    الوقت هو القاسم المشترك الذي يحول دون الكثير من المدونين السوريين ان يكتبوا ويدونوا ، لكن يجب ان نمنع هذا الوقت من سرقة افكارنا وتدويناتنا ، وما ان خطرت لنا فكرة تصلح للتدوين – هذا لمن يدون عن افكار – يجب ان يستغلها فورا ولا يؤجلها وليكتب عنها لانه ربما لن يعود ابداعه مرة اخرى لنفس الفكرة ابدا

    حاليا مقصر بمدونتي ربما تدوينة شهريا لا اكثر وهذا بالفترة الاخيرة بينما كان لدي اكثر من عشر تدوينات شهريا في بداية انطلاق مدونتي

    الامر يختلف حسب طابع المدونة

    شكرا فرح

  11. FaRaH Says:

    بشار 🙂
    انبسطت بهالقرار .. المفاجئ ..
    وانا مستعدة للمساعدة بأي وقت 🙂

    عامر 🙂
    أهلا وسهلا .. سعيدة بمرورك ..

    من زمان 🙂 🙂
    أعجبتني هذه الجملة كثيراً ” إن ما دفعني للتدوين هو التعبير عني بحرية , لن أدعى أحد يعوقني ولو عرفني ولو كان هو أنا نفسي” سأرددها بيني وبين نفسي 🙂
    بانتظار التدوينة 🙂 🙂 والعودة للتدوين 🙂

    عطالله ..
    من المؤكد اننا نختلف في مدى الموهبة ولكن جميعنا يملك رأياً عليه أن يدونه ..
    السلسلة إياها 🙂 وقت الرعب منتظر 🙂

    ربيع 🙂
    ايه ما تغيريت لساتني روتينية P:

    اللجي .. 🙂
    أحياناً أشعر أن التدوين يدفعني لكي أفعل .. وما ابئى بس مجرد كلام 🙂

    مستر بلوند 🙂
    هو انا هيك بدي قول بس من غير ما قول .. عكل حال بتعرف انت العناوين الفلاشية !
    هاد الوقت مفيد بكل الأحوال على الأقل تحماية ..

    ريم 🙂
    هذا تماماً ما أردت قوله .. فضاء واسع يتسع للجميع 🙂 شكراً لوجودك .. سعيدة به 🙂

    توب ..
    بالفعل ..

    ناسداك 🙂
    صحيح.. كثير من الأفكار ضاعت مني بسبب ضيق الوقت ..
    عسى أن تعود حالة مدونتك لما سبق .. وأعجبني ماطرح في مدونة المرفأ عن التدوين المخفف ولربما اتبعه حتى لا انقطع
    شكراً لوجودك 🙂 سعيدة به

  12. مجهول Says:

    حقا تدوينة ملهمة جدا
    شكرا لك من القلب (f)

  13. خالد الاختيار Says:

    cheers

    يحدثونك عن مسودة النشر الالكتروني السوري ..وفاة رئيس التحرير
    http://freelancitizen.blogspot.com/2010/08/blog-post_26.html

    المدونون السوريون ..ولنا استقلال
    http://freelancitizen.blogspot.com/2010/08/blog-post_5131.html

  14. Hillary Whitfield Says:

    والله كلام حلو كتير بهالكلام خليتيني اشتهي ساوي مدونة مع اني اكيد رح كون من هالاشخاص يلي قلتي عنهم مبتدئين وانا مبتدئ جداً بهيك شي ههههه كلامك عن مساعدة المدونين لبعض وعن تقبلهم لبعض ولطرقهم المختلفة بالتعبير حلو كتير وبتمنى يتعمم بالفعل … ان شاء الله قريبا بدي ساوي مدونة 🙂 وبدي اطلب مساعدتك اكيد يا صديقتي

  15. Coleen Sosa Says:

    كلامك في منتهى الصحة , كنت على وشك وضع تدوينة حول نفس الموضوع , تصيبني نفس حالات الجمود التي تكلمتي عنها ولذلك أسباب مختلفة ذكرتي بعضها والبعض الآخر بحاجة لكتب للنقاش فيه لدي عددة نقاط أبرزها التالي : المدونة هي إنعكاس لمن يكتب هناك وراء تلك الشاشة , وكما حصل لكِ بحصل لنا جميعاً , بمعنى هناك من يأخذ التدوين عملاً وبالتالي يصبح محترفاً وترين أن متابعينه كثر لأنه أصبح رائداً في مجال التدوين , وهناك من هو مدون هاوي وبحاجة للكثير من المساعدة , لربما كان في داخله كاتب رائع أو مفكر ذو فائدة كبيرة ,وهناك من هو البين بين , لي كلام كثير سأضعه في مدونتي قريباً 🙂 الامر الثاني وهو الأهم : لأكون صريحاً قد فكرت في احد الأيام بفكرتك هذه , هناك إناس بدؤا يعرفون من هو ” من زمان ” وذلك بشكل واقعي , لربما أصبح علي حمل ثقيل فوق حملي , ذلك لأنني إنسان حقيقي أمامهم ولست ذلك الشخص “المدون الإفتراضي” , لكن سرعان ما تداركت الموضوع بجملة قلتها : إن ما دفعني للتدوين هو التعبير عني بحرية , لن أدعى أحد يعوقني ولو عرفني ولو كان هو أنا نفسي للحديث بقية كما قلت لكِ سيدتي لكن في تدوينة سأضعها عندما تفرج حالة الخمول التدويني لدي أيضاً دمتي بخير , تدوينة رائعة , كعادتك إسلوب جميل جداً

  16. دردشة عراقية Says:

    جزاكم الله خيييييررر

Leave a Reply