موتو أريحلو..!!
14-6-1995
لو كنت حياً لأصبح عمرك الآن سنة، لكنك لن تمشي، هل يمشي الأطفال في عمر السنة ؟ لا أدري .. لا يُهم .. إنها المرّة الأولى التي أكتب لك، والدتك توفيت بعد موتك، وأنا كذلك لكنهم يقولون أني أتنفس، أذكرك ولدت بلا قدمين يا .. يا .. يا .. دعني اختار لك اسماً “سامح” أظنه مناسب لما سأقوله بعد قليل .. أو دعه للسنة القادمة.
14-6-1996
لا،ما نسيت عيد موتك، كل عام وصورتك في رأسي، بلا قدمين ووجه مشوّه، نعم أعرف أنه من المؤلم إخبارك بهذا. ليس لدي هديه أبلغ والدتك سلامي!
14-6-1997
سامح.. أصبحتُ في الثالثة من الندم، أرجوك عد دون يدين حتى، أريد أن أكون معك، تزوجت بشقراء، لكنها لا تنجب، لأنني وحيد يا سامح أردتها في سريري.
25-3-1998
أعرف إنه ليس عيد موتك، لكني اشتقت جداً لحديثنا، رأيت اليوم طفلاً يُشبهك، ووالده يلعب معه… في المنام رأيته، سامح أكنت أنت، وجدت أباً غيري.. !!
14-6-1998
كيف حال والديك؟ هل يعاملك ذلك الرجل جيداً، بدا طيباً ووالدتك أسعيدةٌ في السماء؟ طلقت زوجتي حاولت تحريري من الندم، سامح انتبه لنفسك.. أحبك.
14-6-1999
كنت ومازلت وستبقى بلا قدمين، كنت ومازلت سأبقى نادماً على قتلي لك، لا، لا .. لم أفعل ذلك بيدي، كلفت عاملة التنظيف بذلك!
فكرت كيف أخبر أمك، إلا أنها ماتت، أظنه قلب الأم!
لست قاتلاً، لست قاتلاً .. أردت لك الموت أردت لك الأفضل.
14-6-2000
نعم صدقني، تظاهروا بالمثالية جميعهم، قالوا لو أنهم رزقوا بمثلك لصبروا… لا تصدقهم سامح الصبر صعب جداً، لست مثالياً لا أشبههم، هم لا يعرفون … وحدي أصبر على الندم، على الفقد، على الشوق … عفواً نسيت: كل عام وأنت مُعذبي.
14-7-2002
كفاني بعداً سنتين، سامح أظنك غفرت لي، أصبحت رجلاً وأنا في السابعة من العذاب.
14-8-2003
لا أحاول تذكيرك، لكني قابلت قاتلتك، ابتسمت بخبث، تريد مني المزيد من النقود، تخيل ليست نادمة، سامح هل نمَت قدماك في الجنة، قل لي نعم أرجوك.. دعني اطمئن.
14-6-2004
أرادت والدتك أن تسميك كامل، لكنك لم تكن، فعلت ما فعلت لأجلكما، سأتوقف عن ذكر هذا…. ما مضى، مضى وأنت تفهمني أكثر من الجميع.
14-6- 2005
عشر سنين وأنا دونك، عشر سنين يا صغير أستغفر وأتوب، سامحني .. لو أني كنت أعقل فقط !
14-6- 2045
تراك لو كنت هنا ستقتلني، بلغت الثمانين لا أمشي، لا أتحرك، يُصاب من يراني بالاغماء.
————————-
همسة:
أعرف أنّك لا تعتبر نفسك أفضل من أحد، وما ظننتَ يوماً أنّ المعاقَ يفكرُ بكمالكْ، لاتحجز لنفسك كرسياً في جهنم لأجل كلمة تلقيها،أو أن تذل في أرذل العمر لاستهزائك، لست مطالباً بحلول لأجله مهما كنت تظنها مفيدة أنت دوماً أكبر من التفكير بالشفقة عليه، ومن المؤكد “أن موتو مو أريحلو” إلا أنه قد يبدو جيداً بالنسبة لك عندما لا تستطيع مساعدته بشيء .. المعاق مجرد شخص مختلف بطريقة أو بأخرى.
Tags: إعاقة، الشفقة, الموت، المعاق، العذاب، الألم، السنين، قصة قصيرة، دمشق، هذيان، عيد الموت، عيد موتك، غفرت لي، سامح، في الثمانين
أبريل 24th, 2009 at 11:51 ص
من زاوية لم يعالجها أحد …
شغل بالي هذا الشاغل منذ فترة طويلة وأحاول تخيل موقف الأب الذي سيعيش هذه اللحظة ما التصرف؟
مليئة بالمشاعر … 🙂
دمتي فرحاً يافرح … 🙂
أبريل 24th, 2009 at 12:23 م
مخيلتك واسعة و أسلوبك جميل جدا
أعجبني ربطك للتواريخ بالأحداث
و فكرة عيد موتك .. و تاريخ 14 من شهر ستة
لكن ما قرأته يتمحور حول فكرة الشعور بالذنب
نحن نظن عندما نرى شخصا معاقا أنه يعاني، و قد يكون أسعد الناس..
المسألة تعتمد على كيفية رؤيتنا -نحن- لهذا الإنسان، و ليس رؤيته (هو) لنفسه.
لذلك المتكلم في النص ظن أن قتل سامح سيريحه من العذاب.
هل قتلَ الأم أيضا لكي لا تتعذب بوجود سامح؟
جميل تصويرك للقاتل وهو عجوز و قد أصبح مثيرا للإشمئزاز .. هذا كله بسبب عقدة الذنب التي رافقته طول حياته.
كفكرة و كيفية تصويرها، أجدك حققت ذلك بنسبة كبيرة جدا
و نجحت في توصيلها بشكل ممتاز ..
دامت لك و لقلمك العافية 🙂
أبريل 24th, 2009 at 2:34 م
أعجبتني وأحزنتني تدوينتك هذه..
أغلب الناس في مجتمعاتنا للأسف ينظرون لذوي الاحتياجات الخاصة بعين الشفقة التي أحيانا تُنزع منها الرحمة،، فيتمنون لهم الموت لأنه أفضل لهم برأيهم..
توصيلك للفكرة كان رائعا والندم والحسرة المتراكمين لدى الأب عبر السنين، موجعة ومدمرة..
انظري لهذا الشخص.. استمعي لما يقوله..
http://rb6.me/1402
دمتِ بكل الود، فرح..
وائل
أبريل 24th, 2009 at 3:50 م
بعترف أني ضعت أول شي …
ما عرفت أني عم بقرا موضوع …
بس فعلاً لما تابعت كانت العبرة ..
الفكرة جميلة … ولازم نحطها ببالنا … هالشخص اللي عنده نقص بشي معين قد يقدر يسبق معظمنا بمجالات أخرى …
ليش نحنا بس مننظر لذوي الإحتياجات الخاصة إذا كان نقصهم مرئي وواضح؟
نحنا معظمنا عنا نقص بشي .. بس مو لازم يكون مرئي ..
يعني بتلاقي شخص بيعرف يبرمج هيك بالفطرة بس يتعلم شوي الأساسيات وبينطلق … وشخص بتعلميه ألف سنة وهو ما خرج يبرمج ..
كمان الرسم … ناس بيرسمو بالفطرة وناس لو بيتعلمو مليون سنة ما بيرسمو ….
طبعاً هالأمثلة قد تكون سطحية .. بس طبقوها على كل شي بالحياة بتلاقو أنو فعلاً كل شخص بيعجز عن القيام ببعض الأمور .. وركزولي على كلمة ((بيعجز))
ما في شخص كامل ..
من هالمنطلق .. ليش لينظر الواحد بنظرة فوقية للأشخاص يلي كان نقصهم ظاهر؟ لك أصلاً يلي بينظر هالنظرة بقله أنو إذا نقصهم ظاهر فهالشي أحسن من النقص يلي بقلبك!
آسف عالإطالة … بس كتير بيحرقني هالموضوع
تحياتي إلك فرح .. سعيد بمروري بتدوينتك … (h)
أبريل 24th, 2009 at 4:31 م
موضوع مؤثر وجميل
طرحك للفكرة و طريقة إيصالها لنا كان أكثر من رائع
أعجبتني جملة ….كل عام و أنت معذبي
لكن أظن أنه هو الذي أختار طريق عذابه بيده
شكراً فروووح :22: :22:
أبريل 24th, 2009 at 5:55 م
رائعة فرح … رائعة
حبيت أسلوب الرسالة المستخدم + آخر فكرة يا ترى عنجد كان ابنه قتله!
يمكن أوقات نحنا منكون أصحاب احتياجات خاصة لما منفكر بهالطريقة، لأنو بيكون عنا إعاقة بعقلنا أول شي!
أبريل 24th, 2009 at 8:04 م
تهانيّ فرح ، أسلوب السرد أكثر من جميل ….
بعيداً ، دائماً ما حاولت أن أبتعد عن التفكير بأمور المعاق لأني لا أود أن أشفق عليه … ظناً مني أن لا بد لديه شيء أفتقده ويمتلكه …….
لكن تظل هناك حالات ….. موتو أريحلو !
بشرط ان يختار هو قراره …… إن كان قادراً …..
استوقفني تاريخ 14-6 ! :11:
أبريل 25th, 2009 at 10:11 م
حزين جدا ما كتبت أختي فرح
لقد جددت لي حزني على طفلين تركهما أبواهما محبوسين في غرفة وذهبوا للعمل …. احترق البيت واختنق الأولاد وهما لم يتجاوزا الثالثة
المعاق هو انسان كامل الحقوق وليس هناك أحد في هذه الدنيا يحق له أن يعطي شهادات حق بالحياة أو شهادات وفاة لانسان حي وقد يكون أفضل ممن يقال عنه انسان سليم
هل هناك انسان سليم ؟؟؟؟ …… اذن أن هذا بحاجة لنقاش طويل
سلامي لك
أبريل 25th, 2009 at 10:14 م
فرح ما {ايك أن تقدمي هذه القطعة الانسانية جدا لكي تكون لوحة في عمل تلفزيوني …… بقعة ضوء مثلا …. حاولي أن تحوليها الى مشاهد وكلمات مسموعة للجميع
سلامي لك
أبريل 26th, 2009 at 2:14 ص
تذكرت هيلين كيلر
قالت يومًا : العلم توصل لعلاج معظم الشرور، ولكنه فشل في علاج أسوأ هذه الشرور ألا وهو اللامبالاة تجاه النفس البشرية
مؤثره جدًا …. أعجبتني طريقة سردك
لبعضهم أقول …. تحضروا أو عودوا إلى الصحراء !
أشكركِ يا آنسه فرح
أبريل 27th, 2009 at 11:03 م
قال Rabie :
لكن تظل هناك حالات ….. موتو أريحلو !
بشرط ان يختار هو قراره …… إن كان قادراً …..
…!!
لا أظن أن هناك حالة في الدنيا تستوجب إنهاء حياة بشر!!!
الروح أغلى بكثير مما ننظر إليها!!! 🙁
أبريل 28th, 2009 at 12:40 ص
في البداية فرح بدي اشكرك وشكر كبييييييير كتيير لطريقة طرحك للفكرة , يعني انا شخصيا بحب الاسلوب الغير المباشر لتوصيل الافكار بموضوع متل هاد الموضوع ومواضيع مشابهة لأني بشوفها انو بتأثر اكتر من طرح الفكرة مباشرة
وتاني شي ما شاء الله عليكي انا بشوف انو ربط التواريخ مع بعضها وتبين زيادة حالة الندم يلي كان عم يعانيها الشخص يلي عم يشعر بالذنب ناجحة مية بالمية
اضافة لأنو الموضوع يلي حبيتي تسليط الضو عليه موضوع كتيير بحاجة لعناية ودراية كبيرة منا نحنا الاشخاص يلي منحيط بالأشخاص ذات الاحتياجات الخاصة , وانا هون ما بقصد انو نحنا مو ناقصين تماما , بس بيضلوا الاشخاص ذات الاحتياجات بينظرولنا نظرة مختقلة عن النظرة يلي بينظرها لبعض الاشخاص السليمين (رأي شخصي )
ومن حق اي شخص معاق او مريض انو يعيش حياتو لأخر نفس مكتوب لألو بالسما ,
وآخر شي بتمنى ألك التوفيق , ودوام النجاح
مايو 15th, 2009 at 11:23 م
فرح صديقتي دائما عندك شي جديد ومخيلتك واسعة كتير لاتحدها آفاق وقفك الله
المعاق انسان مثلنا مثلو لازم نهتم كتير بهي الفئة من الناس ونزيد نشاطاتهم لانو هني مو ذنبهم انو الله خلقهم هيك الله يصبرهم يا رب
راق لي اسلوبك ———-تقبلي مروري
مايو 15th, 2009 at 11:24 م
o:
يوليو 30th, 2009 at 7:05 م
كلام حلو كتير
شكرا الك
أغسطس 8th, 2009 at 5:31 ص
بتعرفي شو
من زمان وانا حابة احكي عن هالموضوع بس ولا مرة عرفت كيف
لفتني العنوان اول شي ولما بلشت اقرا كان بدي اوصل لتحت لاعرف مين الي كتب
طريقة كتابتك للموضوع عنجد فظيعة وانا مع اقتراح انو توصليه على شكل درامي
عنجد مبدعة
بس في شغلة انو كلنا لما نشوف حدا معاق دغري منحس بشي معين
ويا اما منحاول نتصرف بشكل طبيعي (نفتعل نحسسو انو متلك متلنا )
او ما يكون عنا اي احساس وتبلش هي النظرات الغبية
الي لازم نوصلو برأيي انو من الاساس ما لازم نحس بشي
عنجد شكرا عالموضوع