استدراك – أحمد مطر
تَخَلًّفتُ عَنِّي.
كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي.
تَناهي التّباعُدُ بَيني وَبَيْني
إلي حَدِّ أنيّ
أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ
بِعَتْمةِ ظَنّي!
وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ
ماءَ التَّمنّي!
تَخلّفْتُ عَنّي
لأَنّي تَوقّفتُ أَبني
كِياني وَكَوْني
علي كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي!
وَإذ لاحَ أَنّي
بَنَيتُ السِّنينَ علي هَدْمِ سِنّي
تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي
فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني!
سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ
بنارِ المعاني
فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني!
وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ
فوقَ الهَوانِ
فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني!
وأَحنيتُ عُمْري
لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني
فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي!
أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ
أَحرقتُ فَنّي؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ
هَدَّمتُ رُكني؟
أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ
التي تَحتفي بالعَذابِ
وتبكي بُكاءَ الثّكالي لموت الذِّئابِ
غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني؟!
إلهي أَعِنّي.
أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي
غَداةَ التئامي
سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي.
أَعِدْني..
لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني.
وأَلقي بذاتي
بقايا حياتي
فأدنو إلي نَسمَةٍ لم أَذُقْها
وأحنو علي بَسْمةٍ لم تَذُقْني
وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي.
سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي.
أحمد مطر
31-7-2004
شعرتُ نفسي بهذه الكلمات … لعلي تخلفت عن نفسي وأريد استدراكها … كثيراً ما نشعر بفقدِ لذواتنا وابتعادٍ عنها ..ربما كانت الضغوطات أو صعوبات الحياة أو تعلقنا بآخرين لم يكونوا أهلاً لهذا التعلق هو سبب لذلك أو ربما بحثنا عن نفسنا ذاتها ….. لعل الحاجة إلى الرجوع إلى نحن أصبحت ملحة في زمن ٍ يحتاج إلينا .. ونبحث عن أنانا الخاص لا أنا غيرنا … وهنا سنطلب العذر من أنفسنا لأننا نسيناها لفترة …
لعلّ معانٍ أعمق لامست وجدانكم وخيالكم .. لكن هذا بالنسبة لي الآن …
إلهي أَعِنّي…أَعِدْني إليَّ..
دمتم أنتم : )
مايو 22nd, 2008 at 6:18 ص
القصيدة رائعة.. وأحمد مطر أيضا.. 🙂
تحياتي
مايو 22nd, 2008 at 10:31 ص
اختيار موفق
وأكيد الكلمات لمست أشياء داخلنا بصدق
مايو 22nd, 2008 at 11:45 ص
ربما
مايو 22nd, 2008 at 1:53 م
كتير أوقات منحس حالنا ضايعن عنا ..
وهاد بصير كتير .. بس لاحظت ملاحظة أنو هالنحنا الجديدة أوقات رغم أنو منرفضها أحياناً بس هي بتكون جزء ضروري وطبيعي للتغيير يلي بيمر فيه أي حدا .. هي مرحلة وبعدها بتعصف القرارات ومنحدد معالمنا ومنكون بشكل جديد
شكرا ع القصيدة فروحة
مايو 22nd, 2008 at 4:24 م
قصيده حلوه كتير يسلم ايديكي وايدين احمد مطر
مايو 23rd, 2008 at 12:17 ص
إختيارك موفق جدا أختي فرح. هناك قوة كبيرة في لحن القصيدة لا أدري كيف أشبهها .. ربما هي أشبه بالماء، سلسة جدا و لا يشعر المرء أن كلماتها محشوّة. هكذا هو لحن القصيدة و لهذا أسرتني.
أما معانيها فدعيني آخذ وقت أكبر لكي أمعن النظر فيها. فالقصيدة لأحمد مطر و ليس لأي شاعر آخر! لي عودة إن شاء الله …
مايو 23rd, 2008 at 11:15 م
الشاعر :: احمد مطر
عنجد كل قصائدة وكلماته رائعة وجميلة وتلامس الواقع والحياة بشكل كبير جدا
اختيار موفق
تحياتي
مايو 24th, 2008 at 12:48 ص
Beautiful poem
Thanks a lot FaRaH
God bless
مايو 25th, 2008 at 12:40 ص
من أنا لأعلق على هكذا قصيدة
ويا رب أعني وأعن عبادك على محنهم كلها
جميل ودي …. فرح
مايو 25th, 2008 at 12:54 ص
قصيدة حرة لشاعر الحرية اعتقد أن أحمد مطر ليس شاعرا عاديا بأفكاره التي تحمل عمقا وفكرا خاصا ولا أظن أن لشيطان الشعر به أي علاقة لربما كانت عصبة من الشياطين شكرا فرح
مايو 25th, 2008 at 8:33 ص
شكرا فرح
مايو 28th, 2008 at 4:40 م
شكراً لكم جميعاً
لعل الموسيقى متلازمة بالشعر ولذلك شعرنا بهذا اللحن الرائع …
سُعدت جداً بوجودكم هنا …. كل الود ..
يونيو 9th, 2008 at 1:50 ص
حقيقة .. الشاعر احمد مطر .. من اروع الشعراء الذين استمتع واغوص في اعماق المعاني .. وبين طيات الكلمات التي تخطها أنامله ..
القصيدة أكثر من رائعة .. لعله يجب علينا ان نستدرك أنفسنا قبل أن تدركنا الهموم والمتاعب والمصاعب ..
لا بدك من وقفة لنتدارك المواقف .. ولنمضي في الطريق الصواب وان كان خطراً ” على الأقل من وجهة نظري ” ..
فلا بد من أن نستدرك كل ما يجري حولنا كعرب .. ” أتمنى تفهمي ”
شكراً
يونيو 25th, 2008 at 1:26 ص
بصراحه الشاعر احمد مطر اشعار حدهـ حلوهــــ وايد واااااااااايد حلوين
يونيو 25th, 2008 at 11:17 ص
الف شكر لك على اسعادنا بتلك القصيده
يونيو 26th, 2008 at 2:11 م
أحمد …
صدقت فيما قلت .. وفهمتك كذلك … كل الخير
ღ ღ
بيون البحرين …
شكرً لوجودك : )
ღ ღ
محمد …
الشكر لك دمت بخير ..
أكتوبر 26th, 2010 at 2:11 ص
الله يعطيك مليون عافيه